أعلن وزير الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع أمس أن السلطة الفلسطينية تعتزم التوجه إلى المحاكم الدولية لمقاضاة إسرائيل في قضية اغتيال الأسير عرفات جرادات أثناء التحقيق معه في السجون الإسرائيلية. وقال إن وزارته تعد ملفاً كاملاً عن ظروف قضية استشهاده. في هذه الأثناء، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهرونوفيتس إن السلطات الإسرائيلية تفحص إمكان ضم طرف دولي للتحقيق في قضية جرادات، مشيراً إلى أن الموضوع لم يحسم بعد. جاءت أقوال أهرونوفيتس خلال رده على استجواب للنائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، في شأن ملابسات وفاة الأسير. ونقلت وكالة «سما» عن زحالقة طرحه سلسلة من الأسئلة منها: ما هي أسباب موت الأسير؟ هل إسرائيل مستعدة لقبول لجنة تحقيق دولية في الموضوع؟ ما هي أساليب التحقيق التي تعرض لها الأسير؟ هل صدر قرار بالتكتم على جوانب معينة في القضية؟ هل هناك نفي لما قاله الطبيب الفلسطيني الذي حضر التشريح في شأن وجود آثار ضرب وكدمات على الجثة في الصدر والظهر والرقبة والكتف والوجه؟ لماذا نقل الأسير بعد أسبوع فقط من أيدي «شاباك» إلى سجن مجيدو في حين أن الأسرى يبقون شهراً على الأقل في معتقلات «شاباك»؟ لماذا طلب «شاباك» الخميس تمديد اعتقاله بغرض التحقيق، لمدة 12 يوماً، ثم نقله الجمعة إلى سجن مجيدو ليجد حتفه السبت هناك؟ لماذا أدخل الأسير إلى قسم «العصافير» في السجن، وهل يعرف أحد ما الذي جرى له هناك؟ أليست إسرائيل مسؤولة عن عملائها في قسم العصافير؟ ورد أهرونوفيتس على أسئلة زحالقة مشيراً إلى أن الأطباء الإسرائيليين الذين شرّحوا الجثة يقولون إن سبب الوفاة غير معروف حتى الآن، وإن نتائج الفحوص المخبرية هي التي ستحسم في تحديد سبب الوفاة. ونفى أن يكون هناك أي سرية في التحقيق، وأعلن أنه جرى تعيين قاض من محكمة الصلح في بيتاح تكفا للتحقيق في ملابسات القضية. من جهة ثانية، أعلن الأسرى في سجن النقب الصحراوي أن «الأوضاع في سجون الاحتلال تشهد حال غليان تنذر بالانفجار في أي لحظة نتيجة ممارسات سلطات السجون العنصرية والقمعية». وقالوا إن إدارة السجن استحدثت قوة جديدة تسمى «كيتر» تقوم باقتحام الأقسام والغرف ليلياً وهي مدججة بالسلاح والعتاد «لبث الرعب وخلق حال من القلق وعدم الاستقرار». وجاء في بيان صادر عن نادي الأسير أن الأسرى اشتكوا أيضاً من الأوضاع الحياتية الصعبة التي قالوا إنها تتفاقم يوماً بعد يوم، ومنها قيام إدارة السجن بإغلاق المطبخ لساعات، وسوء الطعام، وشح كمياته. وأضاف أن كل عشرة أسرى يشتركون بصحن واحد، مشيراً إلى أنهم أضربوا عن الطعام أمس احتجاجاً على المعاملة اللاإنسانية. وأكد قراقع أن الاتصالات التي تجريها مصر مع إسرائيل في شأن الأسرى المضربين عن الطعام لم تتوقف، إلا أنها لم تتمخض عن نتائج إيجابية حتى اللحظة، بسبب التعنت الإسرائيلي. وأكد أن التدخل المصري جاء بناء على طلب من السلطة لمناقشة قضية الأسرى المضربين عن الطعام والأسرى الإداريين، لكن حتى الآن لم تتمخض عن نتائج.