أكد رئيس هيئة الهلال الأحمر الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز أن 50 في المئة من المستشفيات الحكومية في كل مناطق المملكة ترفض استقبال المصابين المنقولين عبر سيارات الهلال الأحمر، لافتاً إلى استقبال الهيئة خطابات من بعض تلك المستشفيات في شكل يومي تفيد بعدم وجود أَسرّة وغرف شاغرة فيها. وقال الأمير فيصل بن عبدالله في رد على سؤال ل«الحياة» حول حجم المستشفيات المتجاوبة مع الحالات الإسعافية المنقولة عبر سيارات الهلال الأحمر: «سنتكلم بالحقائق، إن 50 في المئة من المستشفيات ترفض استقبال المصابين المنقولين عبر سيارات الهلال الأحمر، وبعض تلك المستشفيات ترسل إلينا خطابات يومياً في الصباح الباكر، تفيد بعدم وجود أَسرّة شاغرة، وأنا لا أتصور أنه يوجد مستشفى في المملكة لا يملك أسرّة وغرفاً شاغرة على مدار العام، فالمفروض أن تذهب إلى مصلحة الزكاة إذا كان كلامهم صحيحاً». وفي رد على استفسار آخر ل«الحياة» حول توقيت زيارة الأسر السعودية إلى أبنائها المعتقلين في السجون العراقية، كشف عن تلقي هيئة الهلال الأحمر السعودي موافقة وزارة العدل العراقية على زيارة الأسر السعودية لأبنائها المعتقلين في السجون العراقية، شريطة معاملتها بالمثل في تمكين الأسر العراقية من زيارة أبنائها المعتقلين في السجون السعودية، مشيراً إلى أن الهيئة رفعت المطلب العراقي إلى وزارة الداخلية السعودية للنظر حول هذا الأمر، وأن الهلال الأحمر السعودي ينتظر رد «الداخلية»، حتى نتمكن من تنفيذ زيارة الأسر السعودية لأبنائها في سجون العراق. وأشار في تصريح صحافي أمس بعد زيارة رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لمقر الهلال الأحمر في مدينة الرياض إلى أن الهيئة رفعت إلى المقام السامي مسألة التأمين الصحي لمسعفي الهلال الأحمر، إذ إن حق المسعفين في هذا الأمر مهضوم، وأن كثيراً منهم يصابون ب«انزلاق» غضروفي بسبب حملهم المصابين، إضافة إلى تعرض عدد من المسعفين إلى الإصابة بمرض التهاب الكبد. وقال: «أرى أن هناك مصارف تابعة للدولة، يأخذ موظفوها تأميناً طبياً وأعمالهم مكتبية، ولكن العاملين ميدانياً كالمسعفين المهددين بالإصابة لا يأخذون تأميناً طبياً، والمقام السامي لن يقصر معنا في هذا الأمر»، ولفت إلى أن هيئة الهلال الأحمر تعمل على إعداد فريق مختص ب«الكوارث، والإغاثة الدولية»، وأن الفريق يضم سبع نساء سعوديات، وأن الفريق سيزاول أعماله نهاية العام 2013، وأن هيئة الهلال الأحمر لن تمنع توظيف السعوديات في الهيئة، ما لم تتناف أعمالهن مع الشريعة الإسلامية. وأضاف إن هيئة الهلال الأحمر لا تستعين بممرضات من المراكز الصحية أثناء مباشرة الحالات الإسعافية، وأن الهيئة افتتحت إدارات نسوية في تسعة فروع في مناطق المملكة، إذ تتركز أعمالهن في التوعية والإعلام فقط، وحول مدى رضاه عن الخدمات الإسعافية المقدمة من الهلال الأحمر، قال: «ما زلنا مقصرين في تقديم الخدمات لأسباب عدة، منها: قلة الأيدي العاملة في هذا المجال، خصوصاً في مجال طب الطوارئ، فللأسف، مخرجات المعاهد الصحية والإسعافية ليست جيدة، ورفعنا إلى وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، لتحويل تلك المعاهد الدراسية إلى كليات، ولكن للأسف، تم تحويلها فقط في العناوين، بينما مضمون المناهج والمخرجات لم تتغير». وأضاف: «ويحزّ في الخاطر أن يصرف المواطن مبالغ مالية للدراسة مدة أربع أعوام، وفي الأخير يتخرج، ولا يستفيد من تلك الدراسة، ف85 في المئة من خريجي تلك المعاهد يرسبون في اختبارات الهلال الأحمر حينما يتقدمون للحصول على وظائف، ويتم إعادة تلك الاختبارات ثلاث مرات، ولكن يرسبون فيها أيضاً، وأنا أقول حرام هذا الأمر في حق المواطن، لا بد من وزارة التعليم العالي أن تتخذ موقفاً من تلك المعاهد والكليات، كما أطمح إلى أن تصل سيارات الإسعاف إلى المنازل، وأن يتم علاج المصابين في منازلهم، ومتى ما وصلنا إلى هذا الأمر فسأكون راضياً عن أداء الهلال الأحمر». ولفت إلى أن الهيئة صرفت النظر عن تنفيذ مشروع توليد النساء في المنازل، بسبب عدم دعمها مالياً من وزارة المالية، وأنها ستركز في الفترة المقبلة على توفير الاعتمادات في الأمور الأساسية للهلال الأحمر، على أن تنظر بعد ذلك إلى إعادة المباحثات حول توفير الدعم المالي، لتنفيذ مشروع التوليد المنزلي، مشيراً إلى أن الهلال الأحمر درّب 40 موظفاً تابعاً للهيئة العامة للسياحة والآثار، وأن هذا العدد «غير كافٍ»، وأنه يدعو المواطنين إلى الالتحاق بدورات هيئة الهلال الأحمر الإسعافية المجانية، للاستفادة منها في أحلك الظروف.