بعد تأجيلات متتابعة لأسباب إنتاجية، فضلاً عن اضطراب الوضع السياسي منذ أكثر من ثلاث سنوات، كان من المفترض أن تستقبل دور العرض المصرية خلال عيد الأضحى فيلم «أسوار القمر» الذي يمثل عودة للمنتج محمد حفظي كسيناريست، وهو الذي ينتظر أيضاً عرض فيلمه «A TO B» في دور العرض الخليجية قريباً، لكن عمليتي المونتاج والغرافيك أجلتا إنجاز العمل مجدداً. حفظي شدد على أنه لم يتوقف عن الكتابة مع أنه قرر التفرغ غالبية الوقت لشركة الإنتاج الخاصة به، والتي أنشأها عام 2007، حيث كان الفيلم الأول الذي أنتجه «ورقة شفرة»: «كنت أكتب خلال الفترة الماضية بطريقة غير منتظمة عدداً من السيناريوات لكنها لم تخرج للنور لأسباب مختلفة». يشارك في بطولة فيلم «أسوار القمر»، منى زكي وعمرو سعد وآسر ياسين وهو من إخراج طارق العريان، ويحكي عن شابة يقع رجلان في حبها، وتتعلق هي بأحدهما، إلا أنها تتعرض لحادث يفقدها بصرها، وبعد فترة تجتمع مع أصدقائها على ظهر مركب وتعاودها الذكريات. ويرى حفظي أن الجمهور لن يشعر بأن هناك مسافة زمنية تفصل بين البدء في تحقيقه وإنجازه، ويقول ل «الحياة»: «بدأت أكتب الفيلم عام 2005، واستغرقت 3 سنوات في العمل عليه، ثم بدأ المخرج طارق العريان تصويره عام 2009، وانتهى منه في 2012، ومنذ ذلك الوقت لم يعرض الفيلم إذ صادفته ظروف إنتاجية صعبة، فضلاً عن صعوبة تحديد مواعيد مناسبة لكل فنان لاستئناف التصوير مجدداً. كما أن الفيلم واجه مشكلة فنية تتمثل في عدم وجود استوديو مائي في مصر لتصوير بعض المشاهد». أما فيلم «A TO B» الذي كتب السيناريو له أيضاً فسيعرض قريباً في دول عربية عدة منها: الإمارات، السعودية، مصر، الأردنولبنان، وهو كوميديا حول ثلاثة شبان عرب يعيشون في أبو ظبي ويقررون القيام برحلة برية ينطلقون فيها إلى بيروت من أجل إحياء ذكرى صديقهم المقرب الذي قُتل خلال الاجتياح الإسرائيلي لبنانَ عام 2006. ويخطط الشباب للسفر مسافة 2500 كيلومتر على مدار 3 أيام، لكن عراقيل كثيرة تواجههم فتضفي على مغامراتهم لحظات من المرح أثناء مواجهتهم الكثير من التحديات في رحلتهم عبر المنطقة العربية. أي نجاح؟ لا ينكر حفظي أن هذا النوع من التوليف السينمائي لا يلاقي عادة إقبالاً جماهيرياً في مصر، لذا لا يستطيع التنبؤ بمدى نجاح الفيلم في هوليود الشرق، قائلاً: «يضم الفيلم مواهب مختلفة من بلدان عربية عدة، مثل الممثلة المصرية يسرا اللوزي، ومواطنها الكوميدي شادي ألفونس، وهو أحد نجوم العرض التلفزيوني «البرنامج» مع باسم يوسف، والكوميدي السعودي فهد البتيري مقدم برنامج «لا يكثر» الشهير على موقع يوتيوب، وهو أول سعودي يؤدي عروض ستاند أب كوميدي، بينما يحمل الفيلم توقيع المخرج الإماراتي علي مصطفى. أعتقد أن عرض الفيلم في بلدان الخليج العربي سيحقق نجاحاً، بينما في مصر الوضع مختلف إلى حد ما، كون الجمهور المصري لا يقبل عادة على مشاهدة هذه النوعية من الأفلام. لذلك، فإن سقف توقعاتي ليس كبيراً». ويعترف حفظي بأن إنتاج أفلام عربية مشتركة يحتاج إلى إنتاج ضخم، موضحاً أن الفيلم ما كان ليخرج إلى النور من دون تعاونه الإنتاجي مع المنتجين اللبناني بول بابوجيان، والسعودي محمد التركي، فضلاً عن مساهمة مؤسسة Twofourb54 أبو ظبي في عملية الإنتاج. ومن المعروف أن حفظي خاض كتابة السيناريو لسلسلة من الأفلام تميزت بالاختلاف عن السائد وقتها، مثل «السلم والثعبان»، و «تيتو»، و «ملاكي إسكندرية»، ليحصل على الكثير من الجوائز من مهرجانات عربية وعالمية. وخلال 8 سنوات أنتج حفظي وشارك في إنتاج 17 فيلماً في مصر، وأميركا وبريطانيا، وأخيراً يعمل على إنتاج فيلمي «اشتباك» و«أوضتين وصالة». يقول المنتج الكاتب: «إن المخرج والسيناريو هما ما يلفت نظري عند إنتاج الفيلم. ما شدني في الفيلمين هو الموضوع. ف «أوضتين وصالة» فيلم إنساني، على رغم أن البعض قد يرى أن له بعداً سياسياً حيث يتناول حياة رجل مسن ترحل زوجته، وتتركه وحيداً فجأة، ويظل يعاني من الوحدة، ولا يجد أمامه إلا الجيران، وتفاصيل حياتهم التي يجد فيها الملجأ للهروب من وحدته. الفيلم من إخراج شريف البنداري، عن قصة للراحل إبراهيم أصلان، وسيناريو وحوار محمد صلاح العزب. أما «اشتباك» للمخرج والمؤلف محمد دياب، فينقل حالة الاضطراب السياسي في مصر، يوم 3 تموز (يوليو)، الذي شهد عزل الرئيس السابق محمد مرسي». معادن وأفلام وعلى رغم دراسته هندسةَ المعادن في لندن، هو الذي لا يزال يعمل في مجال دراسته، إلا أنه تمكن خلال عشر سنوات في المجال السينمائي من إبراز اسمه بين كتاب السيناريو والمنتجين الشباب في مجال صناعة السينما. «منذ دراستي الجامعية أولي اهتماماً بالسينما والأدب والمسرح إلى أن احترفتها ككاتب سيناريو، وكمنتج. أعتقد أن الكتابة والإنتاج، يتكاملان، ولكل متعته». وسبق لحفظي أن حاضر وأدار ورش عمل متعلقة بكتابة السيناريو في الجامعة الأميركية في القاهرة، حيث يعود مجدداً بورشة تدريس السيناريو بعد توقف عامين. وشارك حفظي في الكثير من المهرجانات في لجان التحكيم أو المسابقات، ونالت أفلامه جوائز متعددة، آخرها فيلم «فرش وغطا» من إخراج أحمد عبدالله (2013) الذي فاز بجائزة أنتيجون الذهبية في مهرجان مونبلييه لأفلام البحر المتوسط، وشارك في مهرجان أبو ظبي السينمائي، وكان الفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان لندن السينمائي، وأقيم عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي. ويرى حفظي أن على الدولة دعم المواهب الجديدة، عبر تدعيم مشاريع السيناريو. ويقول: «أعتقد أن المشكلة مالية بالأساس وليست إهمالاً». ويضع حفظى احتمالية عدم استمراره كمدير لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية، «قد لا أستمر مديراً للمهرجان في الدورة المقبلة. إدارة المركز القومي للسينما المنظم للمهرجان تغيرت، وتولى الدكتور وليد سيف رئاسة المهرجان، وهو شخص أحترمه وأثق في قدراته، وليس لدي مانع في أن أقدم للإدارة الجديدة خبرتي التى اكتسبتها في الدورتين الماضيتين. لقد بذلت مجهوداً كبيراً في المهرجان، لكن أي مهرجان يحتاج إلى موازنة ضخمة، وكوادر بشرية مؤهلة حتى يكون في مصاف المهرجانات العالمية». ويرى حفظي أن كون «السينما تجارية» ليس عيباً، معتبراً أن الفيلم قد يكون تجارياً لكن جيداً سينمائياً، مضيفاً: «فيلم «الحرب العالمية الثالثة» كان يحمل مضموناً وشكلاً مختلفين عن السائد ونجح جماهيرياً عندما عرض في السينمات في عيد الفطر الماضي».