كشف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الناقد سمير فريد خلال مؤتمر صحافي عقده في القاهرة قبل أيام، عن ملصق (أفيش) الدورة ال36 للمهرجان (9 - 18 تشرين الثاني «نوفمبر» 2014) الذي صممه الفنان التشكيلي ومصمم الغرافيك كريم آدم. وهو ملصق مبتكر تظهر في نصفه الأعلى لقطة للفنانة نادية لطفي من فيلم «أبي فوق الشجرة». وأعلن سمير فريد أيضاً خلال المؤتمر الصحافي عن اختيار فيلم «القطع» The Cut (ألمانيا/ 2014) للمخرج فاتح أكين ليكون فيلم افتتاح الدورة. معروف أن فاتح آكين مخرج هذا الفيلم مولود في هامبورغ (ألمانيا) من أبوين تركيين مهاجرين. وتشارك في كتابة السيناريو مع مارديك مارتن، وهو من بطولة: طاهر رحيم، سيفين ستيفن وشوبهام ساراف. وتدور أحداث الفيلم خلال الحرب العالمية الأولى، حيث التقلبات السياسية التي أكسبت أبناء أقليات الإمبراطورية العثمانية صفة الأعداء، مركزاً اهتمامه في شكل خاص على القضية الأرمنية التي بدأت تعرف سجالات واسعة في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، ومن اللافت أن مبدعين أتراكاً كباراً يشاركون فيها وغالباً من موقع إعادة الاعتبار إلى هذه القضية التي تحاول السلطات التركية المتعاقبة طمسها دائماً. أما برنامج التكريمات خلال الدورة، ودائماً وفق مدير المهرجان القاهري الذي يسعى إلى أن ينهض قوياً من سباته الطويل، فيشمل أربع شخصيات هذا العام، سيتم منحها جائزة نجيب محفوظ (الهرم الذهبي الشرفي)، وهم الناقد السينمائي المغربي نور الدين صايل، والمخرج فولكر شولندورف - الذي يعتبر من أهم المخرجين السينمائيين في ألمانيا والعالم، وحصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان سابقًا - إضافة إلى وزير الثقافة الفرنسي جاك لانج الذي كان يتولى أمر هذه الوزارة ذات الأهمية القصوى في فرنسا، في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران خلال حقبة الثمانينات والتسعينات التي شهدت بدعم منه تمويل فرنسا كلياً أو جزئياً لعدد كبير من الأفلام العربية بما فيها أفلام ليوسف شاهين ويسري نصرالله، وهو يشغل اليوم موقع رئيس معهد العالم العربي في باريس الذي يعتبر واحداً من أهم المؤسسات الثقافية الأوروبية، وأخيراً لا آخراً الفنانة المصرية نادية لطفي التي تمّ الاتفاق بالإجماع على أن تكون المصرية الأولى التي تفوز بجائزة نجيب محفوظ، خصوصاً أنها قدمت فقط في الفترة من عام 1958 حتى 1968 ما يقرب من 70 فيلماً. ومن المعروف أن نادية لطفي نالت الكثير من الجوائز خلال مشوارها الفني، منها جائزة المركز الكاثوليكي عن فيلم «السبع بنات»، وجائزة المؤسسة العالمية للسينما عن فيلم «أيام الحب»، كما حصلت على جائزة مهرجان طنجة والجائزة الذهبية من المغرب عام 1968، وجائزة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما عن دورها في فيلم «رحلة داخل امرأة»، إضافة إلى هذا سيتم خلال هذه الدورة تنظيم «ملتقى الصناعة» الذي يجمع بين ضيوف المهرجان من المنتجين والموزعين والقائمين على صناعة السينما المصرية. وحول مدى تأثير المواقف السياسية على اختيارات المهرجان، اعتبر سمير فريد أن المهرجان عمله مؤسسي وأعضاؤه هم من يختارون الأعمال المشاركة، مشيراً إلى إيمانه الشخصي بعرض أي أفلام لمختلف الجنسيات حتى التي تحمل إنتاجاً إسرائيلياً مثل أفلام مبدعي عرب 48، كونهم لا يحملون ذنب نشأتهم في بلد مستعمر، مؤكداً أن هذا ليس تطبيعاً. وينفي فريد أن يكون موقف المهرجان من تركيا مناقضاً لموقف الدولة المصرية، مشيراً إلى أن الاحتفال في تركيا هو مجرد عرض لفيلم ضمن 8 أفلام تحتوي على 8 أحداث مختلفة يحتفي بها المهرجان ومن بينها فيلم للاحتفال بمئوية السينما التركية وآخر بذكرى وفاة المشاهير في 2014، وسيُعرض فيلم للمخرج مايكل تشرشل أحد المتوفين. وكانت اللجنة التنسيقية العليا للمهرجان، والتي يرأسها الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، رحبت في اجتماعها الأول بالاحتفال بمئوية السينما التركية، ورأت اللجنة أن «الخلافات السياسية القائمة الآن بين حكومتي مصر وتركيا يجب ألا تؤثر في العلاقات بين الشعبين»، وأن «الفنون عامة والسينما خاصة تقوم بدور أساسي في التشديد على ذلك». وفي المقابل، بعدما كان مقرراً الاحتفاء بالسينما الكردية، أعاقت الحرب الدائرة بإقليم كردستان العراق إقامة برنامج السينما الكردية، وتم تغيير موضوع القسم ليصبح تظاهرة تكريم للسينما اليونانية لمناسبة مئوية الفيلم اليوناني الأول. وتتضمن هذه التظاهرة، عرضاً لأهم علامات تطور السينما اليونانية منذ 1914، وتقام بالتعاون مع المركز الوطني للسينما في اليونان. بقي أن نذكر أخيراً، أن افتتاح الدورة ال36 وختامها سيقامان خارج دار الأوبرا المصرية، حيث يقام الافتتاح بمحكى القلعة ويدعى إليه ما يقارب الألفين من الشخصيات الفنية والسينمائية في مصر والعالم، على أن تكون الأهرامات الشاهد على حفل ختام الدورة المقبلة، بمنطقة الصوت والضوء. كما سيتم تخصيص مسارح دار الأوبرا المصرية للعروض الخاصة بالمهرجان والندوات التي ستقام في إطاره وستقام ثلاثة احتفالات ضمنية في عنوان يوم أن تحصى السنين وحفل موسيقى الأفلام المصرية.