منذ زمن ونحن نستغرب انفراد لعبة «كرة القدم» بالاهتمام الشعبي والرسمي والتجاري من دون غيرها من الألعاب والرياضات الأخرى التي لا تقل عنها أهمية وإثارة، والغريب أن هذا الاهتمام الكبير من الجماهير والرعاة ورجال الأعمال لم يثمر عن نتائج مرضية، ومع ذلك يستمر الهدر ويستمر الاهتمام بكرة القدم وحدها من دون غيرها من الألعاب الجميلة والراقية. لا شك أن لعبة «كرة القدم» هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم ولكنها حتماً ليست الوحيدة، وتنافسها في دول عدة رياضات وألعاب مختلفة، مثل كرة اليد والسلة والطائرة وألعاب القوى والسباحة والفروسية ولعبة التنس الأرضي والركبي وكرة القدم الأميركية ورياضة السيارات، ومعظم هذه الألعاب ليس لديها إقبال في بلادنا، باستثناء «الفروسية»، وربما «كرة اليد»، أما بقية الألعاب فلا نكاد نشاهد مسابقاتها في القنوات الرياضية المتخصصة، ولا نسمع عن منافساتها - إن وجدت - أي شيء. وفي رأيي أن «رياضة السيارات» مرشحة في بلادنا بأن تجد إقبالاً جماهيرياً واسعاً، في حال تم تنظيمها ودعمها بإنشاء حلبات في أنحاء المملكة، وتدريب الشباب المحب للسرعة والتفحيط على ممارسة هذه الرياضة والهواية في أماكنها المخصصة لها، وفق القواعد والأسس والقوانين، وفي إطار إجراءات السلامة المتبعة لهذه الهواية الجميلة والخطيرة في جميع أنحاء العالم. وبإمكان وكلاء شركات السيارات الكبرى في المملكة تبني فكرة إنشاء حلبات سباق السيارات لدعم ممارسة هذه الرياضة، وحقن دماء الشباب الذين يمارسونها في الشوارع فيؤذوا أنفسهم والآخرين. وفي إطار محاولته لدعم الرياضة في السعودية والتعريف بها نظم الإتحاد العربي السعودي للسيارات والدراجات النارية «ملتقى الإعلام لرياضة السيارات» في حلبة الريم الدولية في الرياض، إذ قدم الإعلامي في رياضة السيارات فراس النمري لمحات تعريفية عن نشأة وتطور رياضة السيارات، التي انطلقت من باريس كرياضة شعبية تحظى بمتابعة كبيرة من شريحة الشباب في العالم، كما سلط الضوء على نشأة وتطور الصحافة المتخصصة في رياضة السيارات مع تطور رياضة السيارات في العالم العربي. وقدم أمين عام الاتحاد العربي السعودي للسيارات والدراجات النارية أنور حلمي نبذة تعريفية عن دور الاتحاد في تطوير رياضة السيارات في السعودية، وتطرق أيضاً في الملتقى الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل إلى أهمية التمويل التجاري في استمرارية وتطور رياضة السيارات في كل أنحاء العالم. ورغبة مني في معرفة شعور «المفحطين» الذين يحملون أرواحهم على أيديهم ليستمتعوا للحظات معدودة، استأذنت الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بعد الملتقى، بأن أركب معه في سيارته المخصصة للتفحيط، وبأدب جمّ أذن لي وركبت معه، بعد أن اتخذت إجراءات السلامة المتبعة، وكانت الجولة عبارة عن مغامرة في حلبة الريم لن أنساها. اكتشفت حينها أن «التفحيط» ممتع جداً ومثير جداً، وأخيراً عرفت لماذا يفحط المفحطون...! دعونا نفحط ونتسابق ولكن بشروط وقواعد وقوانين في حلبات مخصصة. [email protected]