اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ما حصل في منطقة الفضل (وسط بغداد) الاسبوع الماضي واعتقال قائد الصحوة هناك وعدد من مساعديه بأنها «رسالة الى كل الذين يعتقدون بأنهم يتواصلون ويتصلون بعيداً عن أنظار الدولة والأجهزة الامنية» مؤكدا ان «صحوة الفضل كانت مخترقة من جانب حزب البعث المنحل» الا انه شدد على ان «الحكومة لن تتخلى» عن الصحوات. وعلمت «الحياة « ان الحكومة ستسلم اليوم (الأحد) مرتبات عناصر الصحوات المتأخرة في عموم البلاد، والبالغ عددهم نحو 90 الفاً، بعد ان تسلمت كل ملفاتهم من القوات الاميركية قبل ايام. وقال المالكي في مقابلة مع قناة «العراقية» الرسمية مساء أول من أمس «لدينا معلومات استخباراتية تؤكد اختراق حزب البعث والقاعدة للصحوات، وأنهم يعملون من اجل ايجاد صدامات». وأضاف ان ما كان في «الفضل ليس صحوة، بل تنظيم مسلح يتبع حزب البعث (...) كان بؤرة أعدها البعث للانقضاض على أكثر من موقع». واعتبر ان ما حدث في الفضل «رسالة لكل الذين يسلكون الطريق الذي سلكته العصابة»، وتابع: «يعتقدون أنهم يتواصلون ويتصلون بعيداً عن أنظار الدولة والأجهزة الامنية،(...) لكنهم تحت الرصد والمراقبة، ويأتي لكل منهم يومه الذي يلقى فيه جزاءه العادل». وتابع ان «المسألة ليست سنية او شيعية، انما مسألة تنظيم حزبي يضم سنة وشيعة. وقلت مرارا ان تهمة الطائفية لم تعد تجدي نفعاً». وكرر المالكي موقف الحكومة بعدم استهداف الصحوات، وقال: «الصحوات هم أبناء العراق، ولن نتخلى عنهم أو عن رواتبهم. ونعتز بمساهمتهم. وسينضم عشرون في المئة منهم الى قوات الشرطة والجيش»، موضحا انه «لم تعد هناك صحوات فهذا المفهوم انتهى، إذ تحولوا الى مؤسسات الدولة». وكانت مواجهات مسلحة اندلعت الاسبوع الماضي في منطقة الفضل وسط بغداد بين القوات الامنية ومسلحين بعد أن اعتقلت قوة خاصة قائد قوات الصحوة في المنطقة عادل المشهداني وأحد مساعديه وفقا لمذكرة قضائية صادرة بحقهما ب «تهم ارهابية». الى ذلك علمت «الحياة» من مصدر مطلع ان الحكومة العراقية ستدفع اليوم (الأحد) المرتبات المتأخرة لكل إفراد الصحوة، في خطوة تبدد المخاوف حول مستقبل هذه العناصر بعد انتقال ملفاتها من الجانب الاميركي الخميس الماضي الى الجانب العراقي. وتعتزم الحكومة تنظيم المؤتمر الخاص بقادة «الصحوة «في بغداد قريباً لمناقشة «تداعيات حادثة الفضل ومستقبل مشروع ضم عناصر الصحوة الى مؤسسات الدولة». من جهته أعلن قائد صحوة جنوب بغداد مصطفى الجبوري انه، وفي محاولة لاستباق الاحداث، سلم الحكومة أسماء عناصر تنظيم «القاعدة» الذين قتلوا في معارك مع الصحوة، مشيراً الى ان «بعض عائلات قتلى القاعدة رفعوا دعوى قضائية ضد بعض أفراد الصحوة» وأضاف الجبوري: «اننا ضد محاسبة أبناء الصحوة بسبب عمليات نفذوها ضد تنظيم القاعدة، لكنهم ليسوا فوق القانون أذا كانوا متهمين في قضايا أخرى». وكانت عملية اعتقال قائد صحوة منطقة الفضل أثارت الكثير من ردود الأفعال المتباينة. وفيما استنكرت «جبهة التوافق» (السنية) العملية واعتبرتها محاولة لاستهداف الصحوة، استبعدت كتلة «الائتلاف العراقي الموحد» (لشيعية) ان يكون ما حصل بحق قائد صحوة الفضل بداية لإنهاء ملف الصحوات في العراق. وقال القيادي في «المجلس الاسلامي الاعلى» احد مكونات «الائتلاف العراقي الموحد» هادي العامري أمس ان «اعتقال قائد صحوة الفضل إجراء امني وتنفيذ لقرارات قضائية وليس القصد منه القضاء على الصحوات في العراق». وشدد العامري، وهو رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان، على ضرورة احترام الجميع القانون، مشيراً إلى أن القوات الأمنية العراقية قامت بواجبها الرسمي الذي كلفت به بعد أن صدر أمر قضائي بحق قائد صحوة الفضل عادل المشهداني. وفي موضوع آخر، عبر المالكي عن خيبة أمله من عدم الغاء دول عربية ديونها على العراق في القمة العربية الاخيرة في الدوحة كما فعلت دول أخرى. واضاف ان «مؤتمر القمة العربية في الدوحة شهد تفهماً للحال الجديدة في العراق خصوصاً في مجال تطور العملية السياسية وعدم التدخل بالشأن الداخلي ورغبة تلك الدول بفتح سفاراتها». ولفت الى ان «الإجابات كانت واضحة من قبل تلك الحكومات، ولكن في مجال الديون لم تكن الإجابات واضحة».