اختتم «الحرس الثوري» الإيراني امس، مناورات في جنوب شرقي البلاد، شكّلت «محاكاة لحرب حقيقية»، فيما نفذت إسرائيل والولايات المتحدة «اختباراً ناجحاً» للجيل الجديد من نظام الدفاع الصاروخي من طراز «آرو-3» القادر على تدمير صواريخ تطلقها إيران. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن مناورات «الرسول الأعظم - 8» التي نُفذت في محافظة كرمان جنوب شرقي البلاد، اختُتمت ب»هجوم كاسح للدبابات على مواقع عدو وهمي، والاستيلاء على مناطق». وأضافت أن القوات البرية ل»الحرس» أطلقت خلال المرحلة الأخيرة من المناورات التي بدأت السبت الماضي، صواريخ من طراز «توسن» و»تندر» المضادة للدبابات وناقلات الجند، وأسلحة أخرى بينها طائرات استطلاع. وأشار الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس»، إلى أن «ما نُفِّذ في المناورات يُعتبر مقياساً مصغراً لقدرات الحرس»، مضيفاً أن «مراحل المناورات كانت محاكاة لحرب حقيقية». في غضون ذلك، أعلن قائد البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري «دخول البحرية الإيرانية للمرة الأولى منذ الثورة» عام 1979، مضيق مالاكا شرق المحيط الهادئ، معتبراً انه «أحد أهم معابر التجارة الاستراتيجية في العالم». وأضاف أن الأسطول الرابع والعشرين في البحرية الإيرانية، المؤلفة من المدمرة «سبلان» وحاملة المروحيات «خارك»، قطع 7 آلاف كيلومتر خلال 35 يوماً، ودخل مضيق مالاكا، مروراً بشرق المحيط الهندي وجنوب الهند وسريلانكا وخليج البنغال. وزاد أن الأسطول سيرسو اليوم في ميناء «جانغ جيانغ» الصيني ثم «كلمبو» السريلانكي. وشدد على أن «تواجد الأساطيل الإيرانية في المياه الحرة، يتم على أساس القوانين الدولية». «آرو-3» في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية تنفيذ «اختبار أول لقدرات وأداء صاروخ آرو-3 الجديد الذي يُعتبر أحدث الصواريخ الاعتراضية وأكثرها تطوراً في العالم، في منطقة تدريب إسرائيلية فوق البحر المتوسط»، مشيرة إلى أن «منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلي ومسؤولين من وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية، نفذوا الاختبار». وأضافت الوزارة أن «نظام الاعتراض أرو-3 أُطلق بنجاح وحلّق خارج الغلاف الجوي عبر الفضاء، وفقاً لخطة الاختبار»، معتبرة أن «نجاح التجربة يشكّل ركيزة مهمة في القدرات العملانية لدولة إسرائيل، لتستطيع حماية نفسها من تهديد الصواريخ الباليستية في المنطقة». ونظام «آرو-3» المصمم لمواجهة صاروخ «شهاب» الإيراني الذي يبلغ مداه ألفي كيلومتر، والذي يطاول إسرائيل، يعمل على نشر أقمار اصطناعية تستهدف الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي، وتصيبها على ارتفاعات عالية بدرجة تكفي لتدمير أي رؤوس حربية غير تقليدية. ويُرجّح أن يدخل الخدمة خلال 3 سنوات. وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الاختبار «نجح بنسبة مئة في المئة»، مشيراً إلى أن «نظام الاعتراض خارج الغلاف الجوي، يؤمن فرصاً إضافية لإسرائيل في اعتراض الصواريخ الآتية من ايران أو أي مكان آخر». وشدد على أن «التجربة لا علاقة لها بالأجواء السياسية بين إسرائيل وأي مكان آخر»، لافتاً إلى أن الدولة العبرية تنوي تنفيذ اختبار آخر تليه محاكاة لاعتراض في الفضاء فوق البحر المتوسط. واستدرك أن «الصواريخ الإيرانية هي العامل الرئيس لتطوير هذا النظام». وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن «يد إسرائيل ممدودة دوماً للسلام، ولكننا مستعدون أيضاً لأي احتمالات أخرى. وفي هذا الإطار، أُشيد بالاختبار الناجح لآرو-3». إلى ذلك، رجّح محافظ المصرف المركزي الإيراني محمود بهمني أن يتجاوز التضخم 30 في المئة في نهاية السنة الفارسية في آذار (مارس) المقبل، بسبب ما سبّبته العقوبات الدولية من «خفض إمدادات بعض السلع والتأثير النفسي للقلق إزاء الحصول عليها».