أكد عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي عمر الفوزان مسؤولية الحكومات العربية في عزوف المواطن عن القراءة، مشيراً إلى عدم إمكان منع الكتب من الوصول إلى القارئ في أي مكان وتحت أي عنوان، بفعل «التطور الرهيب في وسائل الاتصال وهو الأمر الذي ينطبق على السيل في وسائل الاتصال من الانترنت والفضائيات». جاء ذلك خلال رده على تساؤل حول طريقة فرز الكتب الصالحة للقراءة من غيرها، في محاضرة نظمتها لجنة الخطة الثقافية في نادي حائل الأدبي، بعنوان «دور القراءة في تنمية المجتمعات» مساء الاثنين الماضي، بالتعاون مع بلدية الخطة في الساحة الشعبية بمدينة الخطة (50 كيلومتر شمال حائل). وتناول الفوزان في محاضرته، التي أدارها سويلم الصميع، الثقافة وتطورها وتعريفها في الجانب اللغوي وتعريفاتها عند بعض الفلاسفة مثل سايير وغيرها، وقدم تعريفات شاملة للثقافة وفق النواحي التاريخية والتطويرية والوصفية والبنيوية والمعيارية للثقافة، وتناول عناصر الثقافة المادية والمعنوية وأهمية الوعي الثقافي في رقي الشعوب وتناول الأمن الفكري وطرق نشره وطرق تحقيقه، ثم توقف عند القراءة وتعريفاتها وأهميتها وناقش أسباب عزوف المجتمعات العربية عن القراءة مقارنة بالشعوب الغربية. وقال: إن المجتمعات الغربية استفادت من الحرية، والحوافز التي تمنح للقراءة والإعلام ودور النشر ودورها في تشجيع القراءة وكذلك التوجيه، ورخص ثمن الكتاب ودور المجتمع هناك في التشجيع على القراءة. واستطرد في الحديث عن مصادر اشتقاق الثقافة والتخطيط الثقافي في المجتمع، ثم العوامل المؤثرة في الثقافة من البيئة الطبيعية والمعتقدات والنظام السياسي والمستوى التعليمي والوضع الاقتصادي، ثم تناول فوائد القراءة ودورها في الوعي الفكري في تطوير المجتمع. وأشاد بالمشروع الوطني السعودي لتجديد الصلة بالكتاب، منادياًً بتفعيله وإيجاد الدعم المالي. وقال: «إن المشروع يركز على أن القراءة من أهم وسائل تكوين الوعي لدى المجتمع». وفي المداخلات، التي بدأها عامر حضيري حول طريقة المحافظة على اللغة العربية، رد الفوزان أن اللغة العربية محفوظة في القرآن الكريم. وتساءل حبيب الشمري عن أثر الإنترنت في تعقيد الدعوة للقراءة، فقال المحاضر إن الإنترنت لم يعقد الموضوع، واستشهد بأن منتجي التقنية والإنترنت لا يزالون يقرؤون الكتاب ويقتنونه. وتساءل سلطان الفلاح عن أثر الكتب الإلكترونية على الورقية، فرأى الفوزان أن ذلك يأتي في سياق تطور الوسيلة. وفي رده على مداخلة عن مسؤولية ضعف القراءة، قال الفوزان: «إن الحكومات العربية تتحمل مسؤولية عزوف المواطن عن القراءة». وتساءل سعود الرفاع عن أفضل الوسائل للأمن الثقافي، وأجاب الفوزان أنه لابد من التفعيل الإيجابي لكل الوسائل لتحقيق الأمن الفكري، مركزاً على أن الحرية لها دور كبير في تعزيز الأمن الفكري. وعن دور الآباء في توجيه الأبناء للقراءة رأى الفوزان أن المساعدة في حفظ القرآن الكريم والتشجيع على اقتناء القصص والكتب والمناقشة حولها مع الطفل، تعزز توجه الطفل للقراءة. وتساءل مشعل الزياد عن الرقابة وأثرها في حماية الفكر من الجنوح، فرد الفوزان أن الدول العربية أكثر الدول حجب لمواقع الانترنت لضعف تنمية الرقابة الذاتية، وبناء القيم والمبادئ المستمدة من الدين الإسلامي هي الأسلم في بناء الرقابة الذاتية والاعتماد عليها. وعن دور المدرسة في التشجيع على القراءة، قال الفوزان: «إنه من الخلل في النظام التعليمي تحديد منهج للقراءة وغياب حوافز لها وعرض لبعض التجارب الغربية في القراءة، ملمحاً إلى دور مراكز البحث العلمي في إيجاد وسائل لتنمية القراءة في المدارس. مشيرا إلى أن الإقبال على أمسيات الشعر الشعبي، مقابل أمسيات الشعر الفصيح «مؤشر على ضعف الوعي الثقافي في المجتمع».