أقامت الحكومة الجزائرية أمس احتفالاً كبيراً بذكرى تأميم المحروقات وإنشاء الاتحاد العام للعمال، في موقع منشأة تقنتورين للغاز الطبيعي في عين أمناس (1300 كلم جنوب شرق العاصمة) التي كانت تعرضت لهجوم من «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الشهر الماضي أدى إلى مقتل عدد كبير من الرهائن الغربيين لدى محاولة الجيش تحريرهم. وقال الوزير الأول الجزائري عبدالمالك سلال في كلمة مقتضبة خلال إشرافه على الاحتفالات التي شارك فيها ضمن وفد حكومي كبير وبحضور قياديين في اتحاد العمال وقيادات عسكرية، إن اختيار مكان الاحتفال «تحية تقدير لكل الجزائريين في تصديهم للإرهاب الدولي الذي أراد المساس بالاقتصاد الوطني». وبدا المجمع وكأنه لم يشهد عمليات تفجير في أحد قطارات الغاز نفذها المهاجمون الذين ينتمون إلى كتيبة «الموقعون بالدماء» في «القاعدة» والذين قُتل 29 منهم واعتُقل ثلاثة خلال عملية الجيش. ونوه سلال بدور الجيش خلال الاعتداء في مواجهة انتقادات دول بعض الضحايا، قائلاً: «الحمد لله أن شعبنا موحد بفضل جيشه وحكومته ودولته القوية التي لا تتهاون ولا تأخذ أي قرار ضد شعبها». وشدد على أن «إحياء هذه الذكرى في تقنتورين يعد رداً على أعداء الجزائر وعلى الإرهاب الهمجي والمرتزقة الذين أرادوا أن يورطوا الجزائر في قضايا أخرى». وأضاف أن الموقع الذي عاد إلى الخدمة مجدداً «دليل على أن الاقتصاد الجزائري ما زال واقفاً، وهذا أحسن رد على الارهاب الهمجي وعلى أعداء الجزائر». وحيّت الحكومة للمناسبة عمال المنشأة الغازية، وهي رسالة في ما يبدو إلى الشركات الأجنبية العاملة في الصحراء الجزائرية مفادها أن الحكومة تعتبر الحادث من الماضي. وقال سلال لعمال تقنتورين من جزائريين وأجانب أن «الجزائر تكن لكم كل التقدير والعرفان». وأعلن أن من المرتقب إعادة تشغيل وحدة الإنتاج الثانية في المنشأة في نيسان (أبريل) المقبل. وأشرف سلال صباح أمس على إعادة تشغيل وحدة الانتاج الأولى التي تنتج نحو 35 في المئة من إجمالي طاقة المنشأة، وجرت مراسم إعادة تشغيل وحدة معالجة وإنتاج الغاز في حضور عدد من أعضاء الحكومة والأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبدالمجيد سيدي سعيد. وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الجزائرية إن قوات الجيش التابعة للناحية العسكرية الأولى قتلت 12 مسلحاً في ولايتي الشلف وبومرداس وصادرت 13 قطعة سلاح وكمية كبيرة من الذخيرة. وأضافت الوزارة في بيان مساء أول من أمس إن العملية الأولى تمت الجمعة في بلدية الصبحة التابعة لولاية الشلف (200 كلم غرب العاصمة) حيث «تم القضاء على أربعة إرهابيين واسترجاع ثلاثة بنادق آلية من نوع كلاشنيكوف وبندقية نصف آلية من نوع سيمينوف وقنابل يدوية وتسعة هواتف نقالة». وأشار البيان إلى أن الجيش قتل «ثمانية إرهابيين في منطقة واد بودواو في بلدية تيمزريت التابعة لولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة) ثلاثة منهم مجرمون خطيرون قيد البحث». وأشارت مصادر إلى أن أحد القتلى الثمانية مسلح سابق كان ألقى سلاحه واستفاد من تدابير المصالحة ثم عاود اللحاق ب «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وذكر البيان أن «الجيش استرجع ست بنادق كلاشنيكوف وبندقيتين نصف آليتين من نوع سمينوف ومسدساً آلياً وجهاز اتصال لاسلكي ودمر قنابل تقليدية» كانت مع هذه المجموعة.