خططت ريم، الشابة المُطلقة، والتي حُرمت من حضانة طفلتها، أن تلتقي رجلاً، تتزوجه «مسياراً»، واصطحبت لهذا الغرض شقيقتها نوف، والتي تعيش الظروف ذاتها، من حرمان من الأمومة، وإن كانت الأخيرة، فقدت ثمرة زواجها خلاف الأولى بالوفاة لكن كلتا الفتاتين، كانتا تحلمان ب«الخلاص من العيش في ملحق، فوق سطح منزل والدهما، وخدمة زوجة الأب». بيد أن اللقاء المُرتقب، أسفر بخلاف أمانيهما، إذ داهمته فرقة من هيئة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في الرياض، وأُحيل الجميع، إلى هيئة «التحقيق والإدعاء العام»، وبسبب ثبوت البراءة، تمت إحالة الفتاتين إلى دار الحماية الاجتماعية، والتي بدورها، اتصلت بوالدهما لاستلامهما. بيد أنه حضر متأخراً بعد يومين، مصطحباً معه أخاهما غير الشقيق، والذي أرداهما قتيلتين على باب الدار. هذه إحدى القضايا التي نجحت في مناقشتها، ورشة، أُقيمت أول من أمس، في النادي الأدبي في المنطقة الشرقية، حول «مبادئ وأساسات حقوق الإنسان»، وشاركت فيها، نحو عشر فتيات. كما عرضت خلال الورشة قضايا حقوقية أخرى، تم تداولها بكثرة في وسائل الإعلام المحلية، والعالمية، مثل قضية «طليقة النسب» فاطمة العزاز، وذلك من خلال بعض التمارين، التي طرحتها الناشطة الحقوقية فوزية العيوني. وأبدت المتدربات تفاعلاً معها، بعد أن جسدت إحداها مشهداً تمثيلياً. ونوه عضو الجمعية الوطنية السعودية لحقوق الإنسان (الجهة المشرفة على إقامة الورشة) جعفر الشايب، إلى أن الهدف من إقامة مثل هذه الورش هو «بث كثير من المفاهيم الحقوقية في المجتمع، من أجل توسعة المدارك، لتقبل مختلف القضايا الحقوقية»، لافتاً إلى أن الورشة هي «الخامسة من نوعها، التي تقيمها الجمعية، في المنطقة الشرقية خلال الفترة الأخيرة». وأضاف «سنتابع إقامة المزيد منها في مختلف محافظات المنطقة». وساهمت المتدربات في الورشة، من خلال عملية عصف ذهني، في استنتاج مفهوم حقوق الإنسان، وأهميتها. وعزت العيوني، أسباب الاهتمام في الحقوق إلى أنها «غدت مطلباً عالمياً، يكشف عن مدى التطور الحضاري للدول، ويعزز انتشارها مفاهيم السلم، والأمن والقيم. كما أنها تعمد إلى تعرية كثير من الانتهاكات»، مؤكدة أن «غالبية الحقوق طبيعية، وجُدت مع وجود الإنسان، لذا يرفض انتهاكها، إقليمياً ودولياً. كما أنها شاملة ومتطورة»، معددة مصادرها «الدينية، والفكرية، والسياسية»، وكذلك السمات العامة لها، شارحة «هرم ماسلو». فيما تم استنباط أبرز الحقوق، من بعض آيات القرآن الكريم، مثل: «الحق في الحياة، وفي المساواة، وعدم التمييز، والحق في الكرامة الإنسانية، وتحريم التعذيب، والحق في حرية الاعتقاد، والتعبير عن الرأي، والحق في التعليم والتعلم»، إضافة إلى حقوق المرأة، وما تتعرض له من «انتهاكات»، مثل «تقديمها قرابين إلى الأنهار، في حضارات قديمة، ومعاملتها بنظرة دونية من جانب بعض المجتمعات، والعمل على استعبادها». وشددت العيوني، على حقوق المرأة في الإسلام، وفي المواثيق الدولية، مشيرة إلى حقوق الطفل الأساسية، وأسباب الاهتمام فيها، مختتمة بالحقوق السياسية، وواجبات الفرد.