اجرى وفد امني مصري يقوده اللواء محمد ابراهيم امس محادثات مع ممثلي الفصائل الفلسطينية المختلفة في رام الله، خصوصاً حركتي «فتح» و«حماس». وقال رئيس وفد حركة «فتح» احمد قريع عقب اللقاء ان ثلاث عقبات ما زالت تعترض التوصل الى اتفاق مصالحة وطنية، هي تشكيل حكومة للوفاق الوطني، وعودة قوات الامن للعمل في قطاع غزة، وصوغ قانون جديد للانتخابات. وقال ان حركته تريد حكومة وفاق وطني «قادرة على رفع الحصار، ولا تعيده. حكومة قادرة على الشروع في إعادة إعمار قطاع غزة بالتعاون مع المجتمع الدولي ومع المانحين». واضاف ان مهمة هذه الحكومة ستكون التهيئة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. واشار الى ان الاقتراح المصري السابق بتشكيل لجنة مشتركة للتنسيق بين السلطتين في الضفة والقطاع «لم تعد الحل الامثل». وتتمسك حركة «حماس» بحقها في تشكل حكومة الوفاق الوطني استناداً الى نتائج الانتخابات السابقة التي جرت مطلع عام 2006 وفق برنامج لا يقر شروط اللجنة الرباعية. لكن «فتح» ترى ان مثل هذه الحكومة ستعيد الحصار الدولي الذي كان مفروضاً على حكومتي اسماعيل هنية الاولى والثانية. وفي شأن عودة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية للعمل في قطاع غزة، قال قريع ان السلطة تطالب بعودة تدريجية لقوات الأمن التي كانت تعمل في القطاع قبيل ما اسماه «انقلاب حماس». واضاف ان العدد الذي وافقت «حماس» على عودته للعمل من تلك القوات لا يشكل اساساً للتوصل الى اتفاق. واشار الى وجود فرصة لتجاوز العقبة الثالثة وهي النظام الانتخابي. وتطالب «فتح» بنظام انتخابي مختلط تشكل النسبية منه 85 في المئة، فيما تشكل الدوائر 15 في المئة. اما «حماس» فتطالب بنظام انتخابي تشكل النسبية 65 في المئة والدوائر 35 في المئة. ويُرجح التوصل الى اتفاق حل وسط تشكل النسبية 75 في المئة منه، والدوائر 25 في المئة. وقال رئيس وفد «حماس» الى الحوار عمر عبد الرازق ان «جولة الوفد المصري الحالية استكشافية، وتهدف الى الاطلاع على مواقف الفرقاء في القضايا المختلفة». واضاف ان الوفد لم ينقل لهم اية مطالب من «فتح». وتابع ان وفد «حماس» طلب من الوفد المصري العمل على اطلاق المعتقلين من اجل تهيئة الاجواء لإطلاق الحوار. من جانبه، قال عضو وفد «حماس» الدكتور محمود الرمحي ان «اطلاق المعتقلين ليس شرطاً وانما مطلباً لتهيئة الاجواء». لكن «فتح» رفضت ذلك معتبرة الاعتقال نتيجة وليس سبباً للانقسام، وان السبب الرئيس وراء الانقسام هو ما اسمته «انقلاب حماس في غزة على السلطة». وقال عضو وفد حركة «فتح» للحوار عزام الاحمد ان «حماس» قدمت أسماء مئات المعتقلين الذين ليسوا في السجن، معتبراً ذلك مناورة تهدف الى خداع الرأي العام وخداع الوسطاء.