كركوك - أ ف ب - قال مسؤولون عراقيون وأميركيون إن جماعة صوفية متشددة يقودها عزة إبراهيم الدوري الذي كان نائباً للرئيس العراقي الراحل صدام حسين تحتفظ بقوتها في مواجهة قوات الأمن العراقية في الشمال، وأصبحت تشكل تهديداً للأمن في كركوك. وعناصر الجماعة من العرب والأكرد والتركمان وتتمتع بدعم شعبي لأنها ترفض الدعم الخارجي وتعارض استهداف المدنيين، بعكس «القاعدة» والجماعات الأخرى. وقال الميجور تشاك اسادوريان، رئيس الاستخبارات في اللواء الثاني في الجيش الأميركي المنتشر في كركوك (شمال شرقي بغداد) «ان الجماعة تشكل تهديداً ممكناً على المدى الطويل». وتستخدم الجماعة اسم النقشبندية غطاء لأعمالها لأن كثيراً من السكان ينتمون الى هذه الطريقة الصوفية المعروفة في العراق والعالم الإسلامي. وجيش النقشبندية هو الجناح العسكري ويتكوّن بصورة رئيسة من البعثيين وضباط الجيش السابق، لكن الجماعة ترفض التفجيرات الانتحارية وتدين في بياناتها الهجمات على المدنيين وقوات الأمن العراقية. وقال اسادوريان ان الجماعة التي تنشط أيضاً في تكريت، معقل أنصار صدام حسين، تستخدم في هجماتها العبوات والقنابل الكبيرة. وعلى رغم ان الهجمات التي تنفذها «القاعدة» توقع الكثير من الضحايا، رأى قائد الشرطة في كركوك اللواء جمال طاهر بكر ان جماعة النقشبندية ومجموعات صغيرة اخرى تمثل «تهديداً كبيراً» للحكومة العراقية. واضاف «سيهاجمون اهدافاً مدنية في المدينة وفي كل مكان». وتبنّت الجماعة عدداً من الهجمات المؤثرة ضد اهداف اميركية، بينها الهجوم الذي قضى خلاله اربعة جنود في كانون الثاني (يناير) الماضي. وأعلنت مسؤوليتها عن إسقاط مروحية كانت تنفذ مهمة استطلاعية، لكن الجيش الاميركي نفى ذلك في بادئ الأمر، ثم عاد بعد شهر ليؤكد أن المروحية سقطت إثر تعرضها لنار معادية. واكد اسادوريان ان «الجماعة تبث مقاطع فيديو على شبكة الانترنت وتوزعها في الاسواق ليقول: انظروا إلينا راقبوا ما نستطيع ان نفعله. نحن قادرون على الفعل وما زلنا واقفين أمام المحتلين». واضاف «هناك شيء مضحك، هو انهم( الجماعة) يعملون على انتاج شهري لهذه اللقطات المصورة، وحين تنتقل من شهر الى آخر، تجد انهم بثوا ذات اللقطات التي بثوها الشهر الذي سبقه، ويدعون انها عملية ضد وحدة اخرى وفي مكان آخر». وأشار الى ان عناصر «القاعدة لا يبالون بحصولهم على قلوب وعقول الناس، وما زالوا بعقليتهم المتطرفة يمنعون الناس من الشرب والتدخين وامور من هذا القبيل الامر الذي دفع الناس الى الانقلاب عليهم». واضاف في إشارة الى الحلول الممكنة للحد من وجود النقشبندية: «من الواضح ان الانتخابات الوطنية تساعد( في التصدي لهذه الجماعة) اذا كان هناك تمثيل نسبي