على امتداد الشوارع والطرقات في السعودية، عادت رائحة «الأرجيلة» لتسيطر من جديد، خصوصاً في مدينة جدة، التي تعتبر حاضنة لأكبر استثمار في البلاد من المقاهي التي تعتمد بشكل أساسي على تقديم «الأرجيلة» التي طالها المنع بنص القرار الوزاري، إضافة إلى «السجائر» التي تعاقبت عليها قرارات منع مختلفة، من بينها قرار الجهات العليا الصادر في عام 2003، والذي يقضي بمنع التدخين في المرافق والمؤسسات الحكومية والأهلية كافة. وعادت «مطفأة» السجائر، من جديد للطاولات التي اعتادتها طوال العقود الماضية، وكأن لسان حالها يطفئ أي بارقة أمل لجهات مدنية سعت طوال الأعوام الماضية لحملات توعية بأضرار التدخين، واعتباره أحد أهم مسببات الوفيات، وأمراض السرطان والجلطات القلبية، التي يبدو أنها بشهادة كثير من الناشطين في مجال مكافحة التدخين «قد أصابت مساعيهم بالجلطة، وهم يجدون أنفسهم مجبرين على استنشاق عوادم المدخنين». ويقول محمد المالكي، وهو موظف أهلي اعتاد زيارة المقهى نفسه في فترة ما بعد العمل المسائي، إن السبب الرئيسي الذي يأتي به لهذا المقهى، هو «خفة دم حامل الجمر» مضيفاً «يخبرني عن أحوال العالم بطريقة محببة، ويفهمني بنظرة العين». آخرون يعتبرونه، مرسال الغرام، بينهم وبين قسم «العائلات»، يقول أحدهم وابتسامة مريبة على وجهه: «حامل الجمر يعرفني أكثر من إخواني رقم هاتفه في جهازي هو الأول، هو يشعل لي الجمر والذكريات التي أحببتها هنا» قالها وحامل الجمر يجرّب له رأس «الأرجيلة» ويبتسم هو الآخر الابتسامة المريبة ذاتها. فيما يتسرب «الهمس الناعم» عن ثقة مفرطة يحظى بها «حامل الجمر» عند الفتيات المدخنات. وأكد المتحدث الإعلامي لشرطة جدة الملازم أول نواف البوق ل «الحياة» أن الأمانة الجهة المسؤولة بالمقام الأول عن تطبيق قرار حظر التدخين في الأماكن المغلقة، موضحة أن دورها يقتصر على المشاركة، وحفظ الأمن. في السعودية... قرار حظر التدخين سريع «الانطفاء» حتى «إشعال» آخر! شرطة جدة: دورنا يقتصر على المشاركة وحفظ الأمن «حامل الجمر» مصدر موثوق عند «الجنسين» المثقفون على خطى نزار... «دخّن لا أروع من رجل... يفنى في الركن ويفنيني» مشاهدات