أ ب، رويترز، أ ف ب - عكّر المتظاهرون المطالبون بالديموقراطية في هونغ كونغ أمس، احتفالاً باليوم الوطني للصين، وهدّد قادة طلاب باحتلال مبانٍ حكومية، إذا لم يقدّم ليونغ شون - يينغ، رئيس السلطة التنفيذية الموالي لبكين، استقالته بحلول اليوم. ويحتجّ المتظاهرون على قرار الصين الموافقة مسبقاً على المرشحين لانتخابات زعامة الإقليم، المرتقبة عام 2017. والاحتجاجات هي الأسوأ في المستعمرة البريطانية السابقة، منذ إعادتها إلى الصين عام 1997، وتشكّل أحد أضخم التحديات السياسية أمام بكين، منذ سحقت الحركة المطالبة بالديموقراطية في ساحة تيانانمين عام 1989. ولعلّ ما تخشاه بكين، هو أن طلاباً يؤدّون دوراً رئيساً في «ربيع هونغ كونغ»، ما يذكّرهم بالدور المحوري للطلاب في «ربيع تيانانمين» المُجهَض. ويحتل عشرات الآلاف من المحتجين شوارع رئيسة وسط الإقليم، ما أدى إلى شلّ أجزاء ضخمة من المركز المالي الآسيوي. وقاطع متظاهرون ليونغ، لدى حضوره مع مسؤولين صينيين بارزين، مراسم رفع علمَي الصينوهونغ كونغ وسط المدينة، في ذكرى تأسيس الصين الشيوعية عام 1949. وأنشد متظاهرون أغاني وطنية، وهتفوا مطالبين ليونغ بالتنحي، ثم صمتوا وأداروا ظهورهم لدى بدء الاحتفال. ولم يُشِر ليونغ إلى حركة الاحتجاج، لكنه أعرب في خطابه عن أمله بأن «تعمل كل شرائح المجتمع مع الحكومة في شكل سلمي ومشروع وعقلاني وبراغماتي، وأن تحقّق خطوة كبرى في تطوّرنا الدستوري». وأضاف: «نتفهم أن أشخاصاً لديهم مفهوم مختلف عن الإصلاحات المرجوة، ولكن واضح أن من الأفضل أن يُنظّم اقتراع عام مباشر، على ألا يُنظم إطلاقاً». في المقابل، طالب ليستر شوم، نائب الأمين العام لاتحاد طلاب هونغ كونغ، ليونغ بالاستقالة بحلول اليوم، معتبراً أن «لا مجال لحوار» مع الأخير بعدما أمر الشرطة بإطلاق غاز مسيّل للدموع على محتجين قبل أيام. وأضاف: «على ليونغ أن يتنحى، وإذا لم يستقِل سنصعّد نشاطاتنا، مثل احتلال مبانٍ حكومية مهمة». أما إدوارد شان، وهو قيادي في «أوكوباي سنترال»، كبرى حركات المعارضة، فأعلن «مواصلة العصيان المدني» إذا لم يقدّم ليونغ «اقتراحاً بحوار جدي». ورأى أن «على شعب هونغ كونغ العمل مع بكين، ولكن لا يمكن إرغامه على ديموقراطية خادعة. لسنا في التيبت أو شينغيانغ» المضطربتين في الصين. ولم يتطرّق الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الاحتجاجات، لكنه تعهد «حماية حازمة» للرخاء والاستقرار في هونغ كونغ، فيما حذّرت صحيفة «الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم من «عواقب لا يمكن تصوّرها»، إذا لم تُكبح التظاهرات. وأثارت الاحتجاجات قلقاً في بريطانيا، إذ دعا الحاكم السابق لهونغ كونغ كريس باتن إلى «تشاور جدّي» في شأن المطالبات بالديموقراطية، فيما أعلن نيك كليغ، نائب رئيس الوزراء البريطاني، استدعاء السفير الصيني لإبلاغه «إحباط» لندن من «رفض منح شعب هونغ كونغ حقّه في انتخابات حرّة ونزيهة وشفّافة». لكن ريتشارد أوتوواي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، أقرّ بضآلة دور لندن «إذا اختارت بكين أسلوب القمع». أما رئيس تايوان ما ينغ جيو فدعا الصين إلى التعامل ب «رفق» مع المحتجين.