شهد معرض «مسكن» الذي اختتم فعالياته الأسبوع الماضي تنافساً كبيراً في عرض المشاريع الإسكانية والحلول المناسبة لتوفير سكن مناسب لكل عائلة سعودية في ظل الحاجة الكبيرة للوحدات السكنية وخصوصاً الشقق التي تلقى رواجاً كبيراً من فئة الشباب. وقامت «الحياة» باستطلاع رأي عدد من المطورين والخبراء العقاريين حول سوق تملك الشقق السكنية إذ قال الخبير العقاري فيصل الدحيم والذي يعمل مديراً للتسويق في إحدى شركات التطوير العقاري إنه بحكم تطوير الشقق والفلل أصبح هناك اهتمام بتطوير الوحدات السكنية، خصوصاً الشقق، سواء الشقق ذات الدور الواحد أو الشقق الدورين أو ما يطلق عليها «شقق دبلوكس»، وأثبتت الدراسات بأن هناك حاجات خاصة بالأسر السعودية. وأكد ل«الحياة» أن هناك موجة لتملك الشقق سواء ذات الدور الواحد أو الدورين أو ما يطلق عليها «شقق دبلوكس» إذ إن الحياة المعيشية التي تمر بها العائلة السعودية اختلفت عن السابق حيث كانت تعتبر عائلات كبيرة، ويتكون أفرادها من 8 أشخاص أو أكثر، واعتادوا في تلك الفترة العيش في الفلل السكنية الكبيرة، و لكن مع اختلاف أسلوب العيش، وما يمر على العائلة السعودية من غلاء في تكاليف المعيشة،أصبحت بين أربعة و خمسة أشخاص، واتجهت للبحث عن المسكن المريح الذي يوافر لها جميع سبل الراحة، واتجهت عدد من شركات التطوير العقاري إلى بناء و تطوير الوحدات السكنية «الشقق» ولكن بمواصفات و حاجات الأسر السعودية. وأضاف الدحيم بأن هناك زيادة كبيرة في سوق تملك الشقق في كل عام، ويعود ذلك إلى عدد من الأسباب أولها ارتفاع أسعار الأراضي و التي تشكل ما نسبته من 50 في المئة إلى 60 في المئة من قيمة الوحدة السكنية، ومن الأسباب أيضاً غلاء المعيشة التي تواجهه الأسر السعودية، إذ إن هناك توجهاً لتملك الشقق، إذ تشهد سوق الشقق حالياً تطوير أكثر من 10 آلاف شقة سكنية. وأشار إلى أن سوق تملك الشقق في المملكة يحتاج إلى 200 ألف وحدة سكنية خلال الخمسة أعوام القادمة من أجل سد الحاجة لتملك الشقق لصالح المواطنين، مضيفاً بأن خطط المملكة في إقامة 500 ألف وحدة سكنية من خلال وزارة الإسكان، وكذلك رفع قيمة القرض السكني من صندوق التنمية العقارية إلى مبلغ 500 ألف ريال، وموافقة وزارة التجارة والصناعة على السماح بالبيع على الخريطة سيسهم في مستقبلاً في سهولة تملك المواطنين و المواطنات على حدّ سواء الوحدات سكنية الخاصة بهم. من جانبه، قال الخبير العقاري محمد العتيبي بأن هناك إقبالاً كبيراً على تملك الشقق السكنية باختلاف أحجامها و مساحاتها في مناطق المملكة. وأضاف العتيبي ل«الحياة»: «هناك أسباب لتوجه شريحة كبيرة من المواطنين والمواطنات لتملك الشقق سواء الدور الواحد أو الدورين، من أهمها القدرة المالية للشخص الراغب في التملك، وكذلك أذواق الأشخاص، إذ إن البعض عندما يرغب في تملك فيلا سيجد أن سعرها مقارب لسعر الشقة، فيقوم بتملك الشقة على الفيلا». وأضاف: «في ظل توجه العديد من المطورين العقاريين نحو بناء الشقق، لابد من الأخذ بعين الاعتبار تنوع الأذواق و المساحات والوحدات السكنية، فمن الخطأ بناء شقق سكنية فقط، أو بناء فلل فقط، بل لابد من التنوع من أجل إرضاء جميع الأذواق، وكسب أكبر شريحة من المواطنين والمواطنات». وأكد العتيبي أن كبار السن هم الفئة الأقل إقبالاً على طلب تملك الشقق السكنية، بينما يمثل الشباب الفئة الأكثر طلباً لها، ولكن يجب على المطور ألا يزيد في تكاليف البناء، بحيث لا يستطيع الشخص تملك الشقة، أو يقوم المطور بتحمل جزء من تكاليف البناء مع المستهلك الأخير، إذ يجب كذلك على المطور الأخذ في الحسبان مساحات الغرف وتكون في غالب داخل الشقق (4x4) أو (4x5)، وهذه المساحات مناسبة للشقق المخصصة للعائلات. وأشار العتيبي إلى أن سوق تملك الشقق سيكون لها رواج كبير في المستقبل القريب، خصوصاً وأن أغلب الراغبين في تملك الشقق من فئة الشباب، وقدراتهم المالية لا تسمح لهم بتملك الفلل ولذلك يلجأون للشقق، وهذا يتطلب من المطورين في الفترة القادمة توفير العدد من الشقق، إذ إن شقق التمليك تعتبر حديثة العهد في السوق العقارية عموماً. من جانبه، أكد الخبير العقاري صالح الخضير المدير العام لإحدى الشركات المتخصصة في العقار بأن هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين على تملك الوحدات السكنية سواء المنازل أو الشقق. وأضاف الخضير ل«الحياة»: «تشهد سوق العقار في السعودية حركة نشطة في تملك العقارات المتمثلة في الفلل وشقق التمليك، وحرصت الشركات المطورة على الأخذ في عين الاعتبار خصوصية العائلة السعودية دون غيرها من المجتمعات الخليجية الأخرى، إذ إن التصاميم التي تشهدها تلك العقارات من وحدات سكنية و غيرها تم خلالها مراعاة العادات للعائلة السعودية. وأوضح بأن من عوامل جذب المواطنين لتملك الوحدات السكنية، سواء الفلل أو الشقق، التجهيزات التي استخدمت في تلك الوحدات، والتي من شأنها توفير الطاقة من خلال ما يسمى بالطاقة المتجددة، ومنها استخدام الطاقة الشمسية في العديد من الأجهزة الكهربائية في الفلل أو الشقق، ومن عوامل الجذب كذلك أن جميع الوحدات السكنية التي قمنا ببنائها مجهزة بالأثاث المتكامل في الغرف أو المطبخ أو المجالس أو غيرها من مستلزمات العيش الرغيد. ولفت الخضير إلى أن السوق العقارية تحتاج للعديد من الوحدات السكنية في الأعوام القادمة، من أجل توفير السكن للمواطنين السعوديين، إذ إن هناك طلباً كبيراً على التملك، خصوصاً بعد دخول المصارف في عملية التمويل العقاري، وكذلك توافر العديد من الشروط التي تنطبق على كثير من المواطنين، لأجل الحصول على مسكن خاص بهم.