منذ أن ابتسم الحظ للنصر وجنّبه مواجهة الهلال في الأدوار التمهيدية في مسابقة كأس ولي العهد، توقعت أن يكون طرفاً في نهائي كأس ولي العهد، بغض النظر عن منافسه من فرق مجموعته، ومدى قوتها من عدمها، إذ أشاعت تلك الصدفة السعيدة جواً من الارتياح النفسي لدى المعسكر النصراوي إدارة ولاعبين وجماهير وإعلام، ذلك أن الهلال طوال الأعوام الخمسة الماضية وأد أحلام النصر في هذه البطولة، متلذذاً بإخراجه من جميع أدوارها، وبالتالي إطالة أمد حرمانه من لقبها مدة زمنية طويلة وصلت إلى 38 عاماً، وعلى النقيض من هذا الجفاء تلين البطولة جانبها وتخفض جناحها للهلاليين، وترتبط معهم بحبل ودٍ متين ومجد متجدد، جعل الجميع يسميها بطولة الهلال المفضلة، ولم لا وهو أكثر الأندية حصولاً عليها ب11 بطولة، والأهم أن خمساً منها كانت متوالية من 2008 تغير فيها المنافسون وبقي على القمة لا يتنازل ولا يلين. هذا العام يستيقظ تاريخ النصر، ويطالب بحقه في إرث هذه البطولة، ويصرّ على إعادة تدوين اسمه في سجلاتها بحروف من ذهب، والمتأمل في ما يقدمه النصر من مستوى مميز محلياً وعربياً، وما يراه من روح تقاتل بلا استكانة حتى تقلب النتيجة في أكثر من مباراة، يثق أن هذا هو المهر الذي يقدمه النصر بين يدي الكأس، التي يبدو أنها على وشك أن تضمه إلى أحضانها، ولم تبق إلا خطوة التتويج على القمة، وليس ذلك محض مصادفة، لكنه نتاج عمل جبار لا ينكره إلا متعصب. وفي الجانب الآخر، يتكئ الهلاليون على الماضي والتاريخ، وما زالوا في غيهم سادرين معتقدين أن ذلك وحده قد يجلب الكأس بلا تعب، فبثقة يتحدثون ومن شأن النصر يقللون وفي أحداث جانبية يخوضون، ناسين أو متناسين أن نصر اليوم ليس نصر الأمس السهل، الذي يمكن أن يسلم الكأس ويتنازل عنها بعدما وصل إلى النهائي، خصوصاً أن غريمه ومنازعه عليها الهلال الذي تراكمت ديونه، وآن أوان تسديدها، وليس أجمل للنصر وأشد إيلاماً للهلال من هزيمة «الأزرق» في النهائي، وتاريخ النهائيات يصفع الهلاليين بتفوق نصراوي، وهو حال صنعه الهلاليون بأنفسهم، إذ يفشلون في إعداد الفريق نفسياً، فيسقطهم الغرور والتعالي على الخصم، وقد حدث ذلك في أكثر من مباراة مهمة، كان فيها الهلال بكامل عافيته لكنه خسر. ولأن الهلال لا يزال في غفوة، وهناك من يكابر ويراه هو الهلال ذاته، انتظروا كتابة تاريخ جديد باسم النصر في كأس ولي العهد. [email protected] Qmonira@