أعوام لم يتعرف فيها الهلال على نهائي البطولة القارية انقشعت أخيراً البارحة، الفريق الأزرق زعيم قارته، غاب عن بطولته المفضلة أعواماً طوالاً، لكنه عاد أمس ليعلن نفسه أول أطراف المباراة الأهم في آسيا، على رغم سقوطه في العين بهدفين لهدف، إذ نجا برصيده في مباراة الذهاب التي انتهت بثلاثية نظيفة. أسوأ سيناريو للفريق الأزرق تحول واقعاً، كل رسائل التحذير التي أطلقتها وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية لم تكن كافية لتجنيب الهلال تلقي هدف في أول عشر دقائق أوقع لاعبيه تحت الضغط حتى الدقيقة ال66 حين أعلن ناصر الشمراني تأهل فريقه بعد نجاحه في تعديل النتيجة، ليصبح أصحاب الأرض مطالبين بخمسة أهداف في المجمل مهراً للنهائي. جاءت البداية لأصحاب الضيافة الذين هاجموا منذ الدقائق الأولى بحثاً عن هدف يسهل من مهمتهم الشائكة، قابله تراجع هلالي إلى المناطق الخلفية لتكثيف الجدار الدفاعي أمام الهجوم العيناوي المتوقع، لتمر الدقائق سريعة حتى تمكن المحترف الكوري في فريق العين لي ميونغ جو من إحراز هدف التقدم لفريقه، مستغلاً خطأ نفذه عموري بشكل متقن خلف الدفاع الهلالي، ليرسل الكرة برأسه في الشباك وسط محاولات لم يكتب لها النجاح من السديري (9). حاول العين مواصلة هجومه بعد الهدف رغبة في تقليص الفارق التهديفي، فيما دخل الضيوف أجواء اللقاء، إذ تحرك تياغو نيفيز كثيراً وشكل مع سالم الدوسري والشمراني ثلاثياً هجومياً أربك دفاعات العين، وهدد تياغو مرمى الحارس المخضرم وليد سالم بتسديدة قوية استقرت بين أحضانه (29). وتعرض لاعب الوسط الهلالي سلمان الفرج لإصابة لم تمكنه من إكمال اللقاء ليترك أرضية الميدان للاعب نواف العابد، وكاد البرازيلي ديغاو أن يدرك التعادل لفريقه بعد خطأ من الحارس وليد سالم ولكن كرته الرأسية مرت إلى جوار القائم (35)، وأرسل الغاني جيان أسامواه رأسية محكمة تصدى لها السديري (39)، ليرد عليه العابد بعرضية زاحفة في مواجهة المرمى العيناوي طالت على المهاجم ناصر الشمراني (40). وفي الشوط الثاني، أشرك مدرب العين زلاتكو الثنائي محمد عبدالرحمن ودياكيه على حساب أحمد بارمان وفوزي فايز وذلك لتنشيط النواحي الهجومية، وهاجم أصحاب الأرض مرمى الضيوف بشكل متواصل في مقابل هجمات هلالية خاطفة شكلت رعباً حقيقياً على لاعبي العين، وتحرك عموري من الجهة اليسرى ولعب عرضية انبرى لها أسامواه برأسية انتهت إلى جوار القائم (60). الهداف الهلالي البارع ناصر الشمراني أبى إلا أن يقول كلمته وأن يحول مجريات اللقاء لمصلحة فريقه عندما نجح في إحراز هدف التعادل بعد تمريرة ماكرة من نواف العابد، سددها بيسراه في سقف المرمى ليشعل المدرجات الزرقاء (65). بعد الهدف فقد لاعبو العين أعصابهم وحدثت بعض الألعاب الخشنة من محترفيهم الأجانب تجاه لاعب الهلال سالم الدوسري، فأنذر الحكم الأوزبكي رافشان إيمارتوف اللاعب ميروسلاف بالبطاقة الصفراء، ثم أشهر البطاقة الحمراء في وجه الغاني جيان أسامواه الذي اندفع على الدوسري من الخلف، قبل أن يتهجم على لاعبي الهلال في مشهد لا ينم عن الروح الرياضية، لتتفاعل معه جماهير العين بإلقاء قوارير المياه الفارغة على لاعبي الهلال (70)، بعدها سحب مدرب العين زلاتكو اللاعب ميروسلاف ليزج بالمدافع مهند سالم بديلاً عنه، وأضاع العابد كرة محققة سددها أرضية من الجهة اليسرى إلى جوار القائم البنفسجي (75)، وتمكن محترف العين الإماراتي كيمبو إيكوكو من إحراز هدف فريقه الثاني مستغلاً هفوة دفاعية ليتقدم أصحاب الأرض مجدداً بالهدف الثاني (77)، ودفع مدرب الهلال ريجيكامب بالمهاجم ياسر القحطاني بدلاً من الشمراني، ثم أشرك عبدالعزيز الدوسري بديلاً عن تياغو نيفيز، وأنقذ الشهراني فريقه من هدف محقق من على خط المرمى بعد تسديدة الكوري لي ميونغ جو (85)، وتألق السديري في إنقاذ مرماه من تسديدة زاحفة من كيمبو (90). 5 نجوا من الإيقاف.. وياسر يغيب مضت دقائق المباراة عصبية جداً على الهلاليين كافة، ومع كل التحام كروي مع لاعبي العين تضع الجماهير والإدارة والجهاز الفني الأيادي على القلوب خشية وقوع اللاعبين في فخ البطاقة الملونة، خصوصاً وأن هناك ستة لاعبين مهددين بالإيقاف قبل صافرة البداية، هم ياسر القحطاني والبرازيلي ديقاو والكوري الجنوبي كواك والحارس عبدالله السديري وسلمان الفرج وعبدالعزيز الدوسري، وعلى رغم ذلك نجح أبناء الزعيم في تخطي الصعاب كافة بعيداً عن شبح الإيقافات، عدا المهاجم البديل ياسر القحطاني الذي نال البطاقة الصفراء (85)، التي تخوله للغياب عن مواجهة ذهاب النهائي.