قال الأديب والرحالة محمد بن ناصر العبودي أن المطاعم في روسيا وسبيريا لا تقدم الوجبات فيها سوى بإذن من الحكومة، معتبرا ذلك من الغرائب التي واجهها في رحلاته، ومنها مرور اليوم كاملاً بدون دخول ليل إضافة إلى البرد القارص، الذي يصل في بعض الأحيان إلى 51 درجة تحت الصفر. وعرج العبودي، في محاضرته التي قدمها في جامعة جازان الثلثاء الماضي وأدارها الدكتور محمد المشوح، إلى تجربته في جزر المحيط الهادي، إذ كشف أنه وجد بها 17 مدرسة ثانوية إسلامية، وكذلك زيارته جزر سليمان والتي كانت تخلو من المسلمين. وسلط العبودي، في محاضرته، التي حضرها وكيل الجامعة الدكتور حسن الحازمي نيابة عن مدير الجامعة، الضوء على أوضاع المسلمين والأقليات الإسلامية في أكثر من 170 دولة حول العالم، على مدى نصف قرن قضاها مسؤولاً عن التواصل مع المسلمين في أرجاء المعمورة كافة، سجل من خلالها انطباعاته وتجاربه وما قابله من غرائب وعجائب، أثناء رحلاته وتنقلاته التي انتجت أكثر من 170 كتاباً. وقال العبودي إن أولى رحلاته كانت إلى إفريقيا في عهد الملك سعود، وبإيعاز من الملك فيصل وذلك قبل خمسين عاماً، وبين أنه بعد عودته تم اعتماد 50 وظيفة تحت مسمى داعية إسلامي. وتطرق إلى زيارته للفتيكان، بدعوة رسمية في عهد الملك فهد، وما سجله من استغراب القساوسة والقدسيين من انتشار الإسلام، رغم قلة الإمكانات الدعوية في بلد مسيحية. وقال إن الأقلية المسلمة في بيرو تعاني ندرة أماكن الصلاة، حتى أن أحدهم يروي أنه يتنقل بين خمس محطات باص للوصول إلى المسجد لأداء الصلاة. وذكر العبودي قصة رئيس دولة الجابون، الذي أعلن إسلامه رغم عدم وجود أي مسلم على خارطة بلاده، وطلب من وزراءه بعد سلامه إما الإسلام أو الاستغناء عن خدماتهم. وتابع العبودي: من المؤسف أن هذه الدولة لم تجد من العالم الإسلامي الدعم اللازم، وإلا لكانت من ذلك الحين دولة إسلامية.