قال ناشطون إن غارات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، استهدفت أمس عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» الذين يتقدمون في اتجاه مدينة عين العرب (كوباني) الكردية في ريف حلب الشمالي على الحدود مع تركيا، في محاولة لإبطاء تقدمهم. وتتعرض عين العرب والقرى الواقعة في ريفها لهجوم من تنظيم «الدولة» منذ منتصف أيلول (سبتمبر). وأدى الهجوم إلى نزوح أكثر من 150 ألف سوري كردي نحو الجانب التركي من الحدود. ولم يكن واضحاً مدى تأثير الغارات في هجوم «الدولة» وما إذا ساهمت في إبطائه فعلاً. وخلال اليومين الماضيين وصل عناصر «الدولة» إلى مسافة خمسة كيلومترات فقط من عين العرب وباتت قذائفهم تسقط في وسط المدينة. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الغارات أمس استهدفت مواقع «الدولة الإسلامية» في شرق عين العرب وغربها. وأكدت لجان التنسيق المحلية (معارضة) وقوع غارات في ضواحي عين العرب. ونسب «المرصد» ولجان التنسيق هذه الغارات إلى طائرات التحالف الذي يقوده الأميركيون ويضم دولاً عربية عدة. لكن، حتى بعد ظهر أمس لم تؤكد القيادة الأميركية مشاركة طائرات التحالف في قصف مواقع «الدولة الإسلامية» قرب عين العرب. وقال الناشط أحمد شيخو الذي ينشط على الحدود السورية - التركية، إن المعارك الميدانية تركزت أمس على أطراف عين العرب الشرقية. وقال إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي دمروا دبابتين ل «الدولة الإسلامية». أما نواف خليل الناطق باسم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، فقال إن الوضع في كوباني «صعب جداً»، مشيراً إلى أن «الدولة الإسلامية» استولت على قرية سيفتك الكردية التي هجرها سكانها، ويبدو أنها تتخذها منطلقاً لشن هجوم على عين العرب. وقال «المرصد» إن المعارك التي دارت حول عين العرب يوم الإثنين أوقعت 57 قتيلاً من «الدولة الإسلامية» ووحدات حماية الشعب الكردي. وفي الإطار نفسه، حض صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، الدول الغربية على تقديم أسلحة لمقاتليه الذين يتصدون لهجوم «الدولة» على عين العرب، محذّراً من حصول مذبحة إذا لم تصل المساعدات قريباً لقواته. وقال مسلم ل «رويترز» إن دعواته لتسليح جماعته لم تلق صدى حتى الآن لدى الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، ولام تركيا لعرقلتها جهوده في هذا المجال. ويُعتبر الاتحاد الديموقراطي الكردي نسخة سورية من حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله أوجلان المسجون في تركيا. وقال مسلم خلال مهمة ديبلوماسية له في أوروبا: «نطلب من كل شخص يمكنه أن يساعد أن يقدّم أسلحة للناس الذي يقاتلون في وجه الدبابات والمدفعية، ولكن لا أحد يفعل شيئاً. سيستشهد ناس كثيرون». وأضاف: «لقد أرسلنا رسائل إلى الأوروبيين والولاياتالمتحدة، ولكن أعتقد أن هناك عقبات... تركيا ودول أخرى تمنع هذا لأنها لا تريد أن يكون الأكراد قادرين على الدفاع عن أنفسهم». وتحدث عن المعارك الجارية في عين العرب (كوباني)، وقال: «هناك قتال عنيف. المقاتلون الأكراد يدافعون عن أنفسهم بأي شيء يمكنهم حمله في أيديهم بهدف تجنب مذبحة... ولكن، إذا دخلت الدولة الإسلامية إلى المدينة فستدمر كل شيء فيها وتذبح الناس». وأردف: «خلال بضعة أيام ستحل القضية بطريقة أو بأخرى». ريف دمشق وفي ريف دمشق، أشارت شبكة «مسار برس» الإخبارية إلى وقوع اشتباكات «بين كتائب الثوار وقوات الأسد على جبهة المتحلق الجنوبي من جهة حرستا وعربين، وفي محيط قرع المنطقة الجنوبية التابع لإدارة المخابرات الجوية على أوتوستراد حرستا» في الغوطة الشرقية. وتابعت أن الثوار سيطروا خلال هذه الاشتباكات «على عدد من النقاط التابعة لقوات الأسد وقتلوا 11 عنصراً منها ودمروا عربة عسكرية، فيما قتل 5 عناصر من الثوار، وسط قصف جوي ومدفعي على المنطقة». وجاءت هذه الاشتباكات في وقت أعلن اغتيال فهد محمود الكردي (أبو محمود) قائد لواء فتح الشام نائب القائد العام ل «جيش الأمة» الذي يضم جماعات مسلحة ناشطة عدة شرق العاصمة السورية. وأوضحت تنسيقيات الثورة أن الكردي «اغتيل رمياً بالرصاص بالرأس من الخلف» في مدينة حرستا في الغوطة الشرقية. أما في محافظة حماة (وسط سورية) فقد أشارت «مسار برس» إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطر أمس على «قرى الزغبة والمزارع ورسم الغجية وأم تونة الموالية لنظام الأسد في ريف حماة الشرقي». وتحدثت عن مقتل حوالى 25 عنصراً من قوات النظام، فيما سقط 8 قتلى من عناصر «الدولة».