بعد الضوء الأخضر الأخير لتسويق أول «عين الكترونية» أميركية، أعلن منافس ألماني تجارب واعدة على نظامها لعمليات زرع إلكترونية تهدف إلى إعادة النظر إلى مكفوفين. الجهاز الذي يوضع على مستوى شبكية العين جربته شركة «ريتنا إمبلانت» وباحثون في مستشفى العين الجامعي في توبينغن (غرب ألمانيا) على تسعة مكفوفين يعانون من «التهاب الشبكية الصباغي». وهي مجموعة من الأمراض الوراثية تطال 1,5 مليون شخص في العالم وتؤدي إلى فقدان تدريجي للبصر وتطال الخلايا المستقبلة للضوء على مستوى الشبكية الواقعة في خلف العين. وقالت الشركة في بيان: «من أصل تسعة مرضى تمكن ثلاثة من قراءة الأحرف بشكل عفوي. وفي إطار تجارب في المختبر وخارجه قال مرضى أيضاً أنهم قادرون على التعرف على الأوجه والتمييز بين الأشياء مثل الهاتف أو قراءة ألواح على الأبواب». ونشرت نتائج هذه التجربة من المرحلة الثانية الأربعاء في مجلة «بروسيدينغز اوف ذي رويال سوساييتي بي» البريطانية المتخصصة. عملية الزرع التي تحصل على الشبكية تتألف من شريحة صغيرة عرضها 3 ميلمترات تتفاعل مع الضوء وقادرة على إرسال إشارات تتطابق مع الصورة المشكلة في عمق العين في العصب البصري الواقع في الخلف. ويغذي النظام كابل دقيق مربوط بجهاز صغير يزرع وراء الأذن ويستخدم تكنولوجيا لا سلكية خارجية. وقد تم وقف التجربة لدى أحد المرضى التسعة لأن العصب البصري «أصيب» بطرف الجهاز المرزوع خلال العملية. ولدى آخر أدى نزيف في المنطقة التي زرع فيها الجهاز إلى ارتفاع في ضغط العين مما استدعى علاجاً بالأدوية. لكن التجربة تواصلت وأدت إلى «نتائج جيدة جداً». وأظهرت التجربة أن هذا الجهاز المزروع «يمكنه إعادة مستوى من البصر مفيداً للحياة اليومية لدى ما لا يقل عن ثلثي المرضى المكفوفين الذين أجريت التجربة عليهم». وأتى الإعلان بعدما وافقت الوكالة الأميركية للأدوية أخيراً على تسويق أول عين إلكترونية متوافرة «آرغوس 2» التي تكلف 73 ألف يورو.