أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح آل طالب أنه «على مدى القرون السالفة لم يسجل للعرب مجد إلا بدينهم ولم يكن لهم عز إلا بإيمانهم، وكأن الله أراد أن تكون القيادة الروحية للبشرية لهم، وحين تخلوا عن هذه الروح وتخلوا عن هذا الدور انتكست حالهم ولم تتم لهم نهضة بعد عصور الانحطاط، لأنهم نحّوا الإيمان تأسياً ببقية الأمم، فلا حفظوا الدين ولا كسبوا الدنيا، فرأوا مسالك القومية والشيوعية والعلمانية فإذا دروبهم ومجدهم سراب». وأشار الشيخ آل طالب في خطبة أمس (الجمعة) أنه «حين أراد الله بالبشرية خيراً بعث فيها النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنزل عليه القرآن فهدى به من الضلالة وبصّر به من العمى وأخرج الناس من الظلمات إلى النور، فقامت حضارة وسادت أمم ونهضت شعوب، وما تم ذلك بعد توفيق الله إلا بوقود تشحذ به الطاقات، ودافع تتغذى به الهمم وتقوى الإرادات، وهو وقود الإيمان ودافع العقيدة، الذي صنع جيلاً لم تعرف الدنيا مثله وحضارة لم يهنأ العالم بمثلها، عمل وجد وبناء وخلق ورقي ومرحمة وجهاد، وفتح للقلوب والبصائر وعدل وسع الدنيا، ومع ذلك كله عزم يدكّ الجبال وثبات يوازي الرواسي ونصر وعزة وكرامة». وأكد «أن أعداء الإسلام أدركوا حقيقة الإيمان وأثره في حياة المسلمين وماذا صنع بأوائلهم وكيف صنع أوائلهم به، وأدركوا أنه روح الأمة وسر قوتها فاستهدفوا عقيدة الأمة في حرب شعواء، واستخدموا كل وسائل الشبهات والشهوات عبر الكتابات والقنوات والبرامج والخطط الممنهجة، حتى نبتت نابتة الزيغ والإلحاد، وفي كل يوم ترى أو تسمع باقعة إلحادية أو فكرة شيطانية في رتابة تدرك معها أن الأمر ليس خطأ فردياً، بل عدوان مقصود». وقال: «إذا حققت طائفة من الأمة بعض ما تصبو إليه من الإيمان بادر شائبوها لزرع الفتن والاضطرابات، ولو بالتدخلات العسكرية في مبادرات سريعة لافتة للنظر، طالبين بالعهود والمواثيق والقوانين والمعاهدات والأعراف عرض الحائط مصادرين للحريات واختيار الإنسان في تناقض عجيب في المواقف، وها أنت ترى شعب سورية المظلوم يئن منذ عامين تحت الظلم والقهر والقتل ولا يرغب العالم في إنهاء هذه المظالم». وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن التخاذل عن نصر المستضعفين في سورية مع سرعة التدخل في غيرها لهو عنصرية مفضوحة وحيف دوليّ وتواطؤ مكشوف، وهذا ينّمي الكراهية والعداء وينسف جهود التقارب والتعايش والسلام، وقال: «إن على الصادقين أن يطفئوا نار الفتن ويتحركوا سراعاً إلى العمل الجاد بكل ما يحيي القلوب ويطهرها ويزكي النفوس ويجملها ويعيد للأمة عزتها وكرامتها». وفي المدينةالمنورة حض إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير المسلمين على أن يسألوا الله تعالى الفردوس، لأنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن، ومنه تتفجر أنهار الجنة. مشيراً في خطبة أمس إلى فضائل الجنة وأوصافها وأهلها وفق ما جاء في الكتاب والسنة.