عندما تأكد هبوط هال سيتي من الدرجة الممتازة للدوري الإنكليزي في أيار (مايو) 2010، خشي كثيرون من أنصار النادي الشمالي من أن مصيره سيكون مشابهاً لليدز وبرادفورد وكوفنتري وبورتسموث، أي الانهيار الكامل والتدحرج إلى هاوية الدرجات الدنيا، كونه عانى من ديون كبيرة وأزمات مادية خانقة. هذا كان السيناريو الذي توقعه الكثيرون، لكن في تشرين الأول (أكتوبر) 2010 دخل النادي عالماً جديداً، بعدما نجح رجل الأعمال المصري عاصم علام في تملك حصة الغالبية من أسهم النادي، وبعدها تملك النادي بالكامل بعد الموافقة على دفع ديونه التي قدرت ب30 مليون جنيه، ما عنى أن عملية شراء النادي كلفت جنيهاً إسترلينياً واحداً فقط، مع تعهد علام بتحمل كل نفقات سداد الديون. علام رجل ستيني هاجر من مصر إلى إنكلترا في 1968، واختار المدينة الساحلية لينشئ أعماله ويصبح اليوم مالكاً لأهم موانئ المدينة، لكنه اشتهر أيضاً بكرمه وتبرعاته الخيرية في كل مجالات مدينة هال، وعلل هذا الأمر قائلاً في إحدى المناسبات: «أريد أن أرد جزءاً من الدين لهذه المدينة التي أوتني ورعتني». مشروع علام في النادي كان جريئاً وتطلب وقتاً وجهداً ومالاً، ومن يساعده في ذلك ابنه إيهاب، وأول خطوة قاما بها هي تعيين المدرب المحنك ستيف بروس الذي اشتهر بجلبه عدداً من نجوم الكرة المصرية إلى ويغان، أمثال عمرو زكي وأحمد حسام (ميدو)، فنجح بروس في الموسم الأول في إعادة الاستقرار إلى النادي، قبل أن يعد بالبناء والمزاحمة على العودة إلى الدرجة الممتازة هذا الموسم، وأثمرت العلاقة الناجحة بين المالك والمدرب في إعادة استقطاب نجوم الكرة المصرية، أولهم كان أحمد المحمدي الذي ظل مهمشاً من مارتن أونيل في سندرلاند، فجاء على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم، وقد ينتقل بالكامل في نهاية الموسم، قبل أن يضم هال في فترة الانتقالات الشتوية ثنائي الأهلي المصري محمد ناجي «جدو» وأحمد فتحي، وظل هال يصارع كبار الدرجة الأولى حول مركز في «البلاي أوف» أو بين الستة الأوائل، لكن في الأسابيع الأخيرة تحسنت نتائجه على رغم استغلاله سوء نتائج منافسيه، ليجد نفسه في المركز الثاني، وفي مركز مؤهل تلقائياً إلى الدرجة الممتازة، إذ حقق فوزاً صعباً الثلثاء الماضي على ضيفه دربي كاونتي (2-1)، وسجل الثنائي المصري محمد ناجي وأحمد المحمدي هدفيه، ليجد هال نفسه فجأة من بين أكثر الأندية الإنكليزية متابعة في الوطن العربي، وتحديداً في مصر. حالياً يحتل هال المركز الثاني برصيد 56 نقطة، وتبقت له 15 مباراة على نهاية الموسم، ويبتعد بفارق 8 نقاط عن كارديف المتصدر، ومتقدماً بفارق 3 نقاط عن ليستر الثالث، لكن كلاهما تبقى له 16 مباراة، علماً بأن الأول والثاني يتأهلان مباشرة إلى الدرجة الممتازة، ويلعب أصحاب المراكز الثالث والرابع والخامس والسادس في ما بينهم «بلاي أوف» لتحديد الصاعد الثالث إلى «البريميرليغ»، فهل تقود ثورة الفراعنة هال إلى جنة الدرجة الممتازة؟