عقد وزراء الزراعة الأوروبيون اجتماع أزمة في بروكسيل لبحث الاجراءات اللازمة على مستوى الاتحاد الأوروبي لمواجهة فضيحة احتواء أغذية مجلدة على لحم خيل بدلاً من لحم البقر ما زالت تتفاعل. وفي ختام الاجتماع الذي دام ساعة ونصف ساعة، اعلن المفوض المكلف شؤون الصحة والمستهلكين تونيو بورغ خطة ستطرح اعتباراً من اليوم على الدول الاعضاء ال27. واضافة الى 2500 اختبار حمض ريبي عبر كل أوروبا، فإن الخطة تقضي بأن تقوم الدول بنحو أربعة آلاف عملية رقابة لرصد الوجود المحتمل لمادة مضادة للالتهاب تستخدم للخيل ما يجعل لحمها غير معد للاستهلاك. وأعرب بورغ عن امله في ان تجرى هذه السلسلة الأولى من الاختبارات خلال آذار (مارس)، مع نشر اولى نتائجها في منتصف نيسان (ابريل). وستقوم بروكسيل بتمويل نصف هذه الاختبارات. وطلب من المفوضية تسريع اعمالها حول وضع الملصقات على المنتجات التي تصنع من لحم البقر للدلالة على منشئها. وسيتكفل مكتب الشرطة الأوروبي (يوروبول) تنسيق التحقيقات القضائية التي تجريها دول عدة في الاتحاد الاوروبي لتحديد مصدر الغش الذي ادى الى استخدام لحم الخيل بدلاً من لحم البقر. وقال وزير الاستهلاك البريطاني اوين باترسون: «سنذهب الى عمق الامور». ويأتي الاجتماع غداة مداهمة مقار شركتين في بريطانيا يشتبه في تزويدهما لحم الخيل بدلاً من لحم البقر والكشف عن مواد مغشوشة للمرة الأولى في فرنسا، وهي البلد الاوروبي الثاني الاكثر تأثراً بالفضيحة بعد بريطانيا. كما طاولت القضية المانيا حيث عثر الاربعاء على كمية قليلة من اللحوم الملوثة في أطباق لازانيا تحمل ملصقات مغشوشة في ولاية رينانيا الشمالية-ويستفاليا الاكثر سكاناً في البلاد. ودعا باترسون الى جانب وزير الزراعة الإرلندي سايمن كوفني الاتحاد الأوروبي الى الموافقة على ادراج تحليل الحمض الريبي للاغذية المجمدة. وقُدم اجتماع الاربعاء على انه «غير رسمي» لكنه سمح «بتبادل افكار بين الدول الاعضاء الاكثر تأثراً ومنها فرنسا وبريطانيا ولوكسمبورغ والسويد ورومانيا وبولندا» وفق الرئاسة الإرلندية للاتحاد الأوروبي. وسيخضع هذا الملف للنقاش في اجتماع لجنة خبراء أغذية أوروبيين اليوم وكذلك في اثناء عقد المجلس الأوروبي المقبل للزراعة في 25 شباط (فبراير) في بروكسيل. وحذّر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من ان الفضيحة قد تضر كثيراً بقطاع المأكولات المجلدة في البلاد. وأشارت معلومات الى مرور اللحوم عبر وسطاء في قبرص وهولندا. ورفضت رومانيا اتهامات بالمسؤولية وشدد وزير زراعتها دانيال قسطنطين عند وصوله الى الاجتماع على ان «لحوم الخيل التي وفرتها الشركات الرومانية للأسواق الأوروبية حملت ملصقات صحيحة». وفي لندن، اعلنت وكالة الأمن الصحي الثلثاء عن اجراء مداهمات برفقة الشرطة في مسلخ ومصنع في ويلز يفترض انهما يوفران لحم البقر لصنع الكباب والهامبرغر ويشتبه في تزويدهما لحوم خيل. وتم اغلاق الموقعين ومصادرة محتوياتهما من اللحوم. وفي فرنسا رصد لحم الخيل في نوعين من اطباق اللازانيا المجلدة من ماركة «بيكار» وتم سحبها من الأسواق. وهذه المنتجات الأولى التي كشف عن وجود لحم حصان فيها في البلاد.