دور المرأة وجمالها، هو الموضوع الذي اختارته الفنانة الشابة خلود أبو حجلة لمعرضها المنفرد الأول بعنوان «ذاكرة العيون»، في مقر رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين. وعن العنوان الذي اختارته تقول أبو حجلة: «حياتنا وجوه تتجد كل يوم، واستقيت لوحاتي من الوجوه المحيطة بي، وكان ضرورياً بالنسبة إليّ اظهار ما تخفيه العيون، وتالياً الوجوه، لأن كل شيء في النهاية يطفو على السطح، ظاهراً جلياً في النظرة». ويبدو أن أبو حجلة التي كانت لها مشاركات عديدة في الساحة الفنية الشبابية، اختارت تسليط الضوء على الوجوه في إشارة إلى التقلبات المزاجية لشخوص تراها في حياتها اليومية وأحياناً تتخيلها: «الوجوه هي المحيط الذي أستقي منه أفكاري، حتى لو كنت تخيلتها بعد قراءة رواية أو قصيدة أو الاستماع إلى أغنية». وتضيف أن «مختلف الانفعالات، الفرحة والحزينة، تتركز في العيون التي لا تخفي شيئاً، وعيون المرأة في نظري رقيقة وهشّة، ومقاومة ومتمردة أيضاً... وجه المرأة في عملي يرفض تنميط المجتمع وهو ما ترمز اليه عيون الحسد والحقد، لكن وجهها ونظرتها يعبّران عن قوتها، إضافة إلى شيء من الحزن»... وبعض وجوهها مغمضة العيون عن واقع يسرق أحلامها. واختارت أبو حجلة التركيز على الزاوية الجانبية للوجوه، أي «البروفايل»، لأنه «يتيح مرونة في قراءة الوجه». واعتبر رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، غازي انعيم، أن هذه التجربة الأولى لأبو حجلة ترمز إلى الإبداع الشبابي في الأردن، «وهي دأبت منذ انتسابها إلى الرابطة على البحث والتجريب في الخامة والموضوع، وركّزت على الوجه الإنساني، لا سيما المرأة، بصفته بوابة الروح والمدخل إلى دواخل الإنسان، واختارت خصوصاً الاشتغال على العين، إذ فيها تتركز النفس». ولفت إلى أن العين تبدو في لوحاتها مفتاح الوجه، «أما على صعيد اللون فقد أثبتت قدرتها على التعامل مع مادة الاكريليك في تخطيطات الإضاءة والظلال». وأشاد مدير المركز الثقافي الروسي في عمّان، ألكسندر دوروفيف الذي افتتح المعرض، برؤية أبو حجلة كفنانة شابة تولّف «نظرتها» في اللوحة والتقنية، وقال: «شدّتني حماستها للحرية والعدل والسلام، إضافة إلى إبرازها جمال المرأة العربية ذات العينين الواسعتين. ولفتتني خصوصاً لوحة «العودة» المرتبطة مباشرة بالقضية الفلسطينية».