اعتقلت أجهزة الأمن المصرية 8 من قيادات «الإخوان المسلمين» في خمس محافظات أمس، ووجهت إليهم تهم «الانضمام إلى جماعة محظورة، ومحاولة إحياء نشاطها بالمخالفة للدستور والقانون، وحيازة مطبوعات مناوئة لنظام الحكم من شأنها تكدير الأمن والسلم العام». وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن «معلومات أفادت أن عدداً من قيادات الإخوان يستعدون لعقد اجتماع تنظيمي للتدارس في شؤون نشر دعوة الجماعة والترويج لأفكارها، وتمت مداهمة منزل القيادي الإخواني الدكتور مسعد الزيني في مدينة المنصورة (شمال القاهرة) واعتقاله ومعه 4 آخرين من قيادات الإخوان في محافظات الشرقية وبورسعيد والإسكندرية ودمياط». وأوضح أن «هذه المجموعة كونت لجنة سميت بقسم نشر الدعوة تابعة للقيادة العليا لجماعة الإخوان يرأسها الزيني، ووظيفتها الترويج لنشاط الإخوان في المحافظات». وأشار إلى أن «قيادات أمنية في القاهرة أشرفت على عملية الاعتقال بالتعاون مع مديرية أمن المنصورة، وتم الدفع بقوات خاصة من القاهرة». وقال شهود إن حاملات جند تقل عشرات من جنود الأمن المركزي مدعمة بنحو 7 سيارات شرطة، حاصرت صباح أمس منطقة يقطنها نقيب أطباء المنصورة الدكتور مسعد الزيني لبضع ساعات، قبل مداهمة منزله والقبض على من فيه. ونشرت قوات الأمن حواجز في الشوارع المحيطة بالمنزل واستوقفت من تشتبه فيهم من المارة. في الوقت نفسه، دهمت قوات الأمن منازل منتمين إلى «الإخوان» في محافظة كفر الشيخ، واعتقلت 3 منهم، كما صادرت من منازلهم كتباً وأجهزة كومبيوتر. ووصف محامي «الإخوان» عبدالمنعم عبدالمقصود الإجراء بأنه «غير مبرر ولا معقول». وقال ل «الحياة»: «للمرة الأولى منذ فترة بعيدة يقومون بحملة دهم على منزل أحد قيادات الإخوان ويعتقلون من فيه... الحملة هي الأكبر منذ فترة، خصوصاً أن المعتقلين هم رموز وقيادات الجماعة في محافظاتهم». وأوضح أن من المنتظر عرض المعتقلين على نيابة أمن الدولة صباح اليوم، مشيراً إلى أن «أجهزة الأمن دهمت منازل المعتقلين في محافظاتهم بالتزامن مع اقتحام منزل الدكتور الزيني، وصادرت عدداً من الكتب وأجهزة الكومبيوتر». وأضاف أن «الشرطة تحفظت على سيارات يملكها الموقوفون وقامت بتفتيش العيادة الخاصة للزيني». من جهة أخرى، أمرت محكمة استئناف في الإسكندرية بإطلاق سراح ثمانية آخرين من كوادر وقيادات «الإخوان» لعدم توافر الأدلة على الاتهامات الموجهة إليهم، بعدما سجنتهم النيابة العامة 15 يوماً على ذمة التحقيق معهم بتهم بينها «الترويج لأفكار الجماعة، وحيازة مطبوعات مناوئة لنظام الحكم».