أكد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أمس أن بلاده ستواجه بحزم خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية، وأنها قادرة على حماية حدودها، وصيانة أمنها. وشدد على أن المملكة تمنع منعاً باتاً كل تصرف يعكر صفو الحجاج، أو يصرف الحج عن غايته الأساسية، بعيداً عن الشعارات الدعائية والفكرية والسياسية التي لا مجال لها في الحج. وقال إن أجهزة الأمن السعودية بجميع إمكاناتها وتجهيزاتها تعمل على منع وقوع أي تصرف يتعارض مع شعائر الحج، فيما أعلن مسؤولان سعوديان ل«الحياة» أن السعودية حظرت رفع أعلام دول الحجاج في منافذها وفي مناطق وجود الحجاج كافة، عدا الاعلام الإرشادية. وقال أحدهما إنه لم يتم حتى الآن ضبط أعلام لتنظيم «داعش»، وشعار «رابعة»، ولا أية دعوات طائفية. وأوضح الأمير محمد بن نايف رداً على أسئلة الصحافيين، بعد مشاهدته العرض العسكري لاستعدادات قوات أمن الحج في منى، أن أجهزة الأمن بالسعودية استطاعت، في ظل ظروف واجهت فيها المملكة هجمات إرهابية شرسة لم تستثنِ جزءاً من هذا الوطن حتى الأماكن المقدسة من دون اعتبار من الجماعات الإرهابية لحرمتها، تأمين أداء ملايين الحجاج لنسكهم بأمن واطمئنان والمحافظة في الوقت نفسه على أمن واستقرار المملكة ودرء مخاطر الإرهاب، وإحباط مخططات الإرهابيين وتفكيك خلاياهم وضربهم قبل بلوغ أهدافهم الشريرة. وعن تأثير الأوضاع المحيطة بالمملكة على وضعها الداخلي، قال: «المملكة - وهي تعيش ذكرى توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ومرور 84 عاماً على إعلان وحدتها، نعمت خلال هذه المسيرة المباركة بأعلى درجات الوئام والتلاحم والتراحم في ما بين أبنائها وبينهم وبين قيادتها وتجاه وطنهم، ولهذه الوحدة أسبابها ودواعي استمرارها، وهي أنها قامت على أساس من العقيدة الإسلامية والأخوة في الدين والتوحد في الهدف والعلاقة الواضحة بين القيادة وأفراد المجتمع، وكل فرد سعودي يشعر بالوحدة والتضامن مع إخوانه من أبناء هذا الوطن، مما عزز الاستقرار بين أبناء الشعب السعودي، وقوى أواصر الأخوة والشعور بالمصير المشترك، وتنامت لديهم مشاعر الإحساس بوحدة الوطن، واستشعروا بأن التماسك والوحدة الوطنية هما المقوم الأساسي لأمن وطنهم، واستقراره، وتطوره، وازدهاره، ولذلك ظلت المملكة بمنأى عن تأثير الأوضاع والأحداث المحيطة بها». ورداً على سؤال عن ماهية الإجراءات والاحتياطات الأمنية التي تضمن أمن الحجاج وأداءهم مناسكهم في يسر وسهولة، لاسيما وأن هناك دولاً مناوئة للمملكة قد تستغل الموسم لنشر شعاراتها وتعكير أجواء الحج، ونوع العقوبات التي ستطبق في حقهم، قال الأمير محمد بن نايف: «الحج ركن عظيم من أركان الإسلام ينبغي أن يتجرد فيه الحجاج عن كل ما ينقض حجهم ويعرض سلامتهم للخطر وأن يراعوا حرمة المكان والزمان فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، بأمل أن يتمم الله حجهم وأن يغفر ذنوبهم وأن يعودوا لأوطانهم سالمين غانمين»، وأضاف أن المملكة تعمل جاهدة بتوجيه ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على توفير كل ما يعين ضيوف الرحمن على أداء نسكهم بأمن وطمأنينة وأمان، وهي في سبيل تحقيق هذه الغاية السامية تمنع منعاً باتاً كل تصرف يعكر صفو الحجاج، ويعرض حياتهم للخطر، أو يصرف الحج عن غايته الأساسية وهي عبادة الله وحده لا شريك له بعيداً عن الشعارات الدعائية والفكرية والسياسية التي لا مجال لها في الحج. وأكد أن أجهزة الأمن السعودية بجميع إمكاناتها وتجهيزاتها تعمل على منع وقوع أي تصرف يتعارض مع شعائر الحج وضبط من يقوم بذلك». (راجع ص4و5) وعلى صعيد آخر، أكد وكيل وزارة الحج المساعد المدير العام لفرع الوزارة في محافظة جدة عبدالله المرغلاني ل«الحياة» عدم السماح بوجود ورفع أعلام دول الحجاج في منافذ المملكة، ومناطق وجودهم كافة، أو أي أعلام خارجة عن المألوف، أو شعارات مخالفة، مستثنياً الأعلام التي تهدف لإرشاد الحجاج إلى مكاتب شؤون الحج التي تخدمهم. وشدد على أنه سيتم التعامل بكل حزم مع أي تجاوزات، كرفع شعارات طائفية، أو مذهبية، أو سياسية، أو القيام باعتصامات، أو مظاهرات، إذ إن السعودية لن تسمح بحدوث ما يعكر صفو الحجاج خلال أدائهم النسك. وقال المدير العام للإعلام المرئي والمسموع في منطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة وشمال السعودية سعود الشيخي ل«الحياة» إن الجهات الرقابية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة ضبطت خلال الأعوام الماضية شعارات، ومنشورات مخالفة ومحرَّضة، الأمر الذي دعا إلى التشديد على مندوبي البعثات قبل قدومهم إلى الأراضي السعودية بوجوب الالتزام بالأنظمة، وعدم تكرار المخالفات السابقة الخاصة بالشعارات، والمنشورات، وغيرها. وأضاف أن إدارته لم تضبط أية مخالفات يحملها الحجاج، سواء أكانت من المعدات الخاصة بالتصوير التي لا تحمل تراخيص، أم شعارات مخالفة ومعادية للدولة، مثل أعلام «داعش» وشعار «رابعة»، والمنشورات التي تثير الفتن والقلاقل في البلاد.