شدد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف، على أن «أجهزة الأمن بالسعودية استطاعت ولله الحمد في ظل ظروف واجهت فيها المملكة هجمات إرهابية شرسة لم تستثنِ جزءاً من هذا الوطن، حتى الأماكن المقدسة دون اعتبار من الجماعات الإرهابية لحرمتها، تأمين أداء ملايين الحجاج لنسكهم بأمن واطمئنان، والمحافظة في ذات الوقت على أمن واستقرار المملكة، ودرء مخاطر الإرهاب عنها، وإحباط مخططات الإرهابيين، وتفكيك خلاياهم وضربهم قبل بلوغ أهدافهم الشريرة، ونحن واثقون كل الثقة بأجهزة الأمن ورجالها المخلصين، وتعاون المواطنين و تجاوبهم مع ما يتطلبه أمن وطنهم وسلامتهم واستقرارهم». مشيراً إلى أن هناك دولاً وتنظيمات سخرت امكاناتها لتشكيل تنظيم «داعش»، وقال: «سنواجه هذا التنظيم وغيره بكل حزم». وأضاف خلال تفقده الوحدات القتالية المشاركة في تأمين موسم الحج لهذا العام أمس (الأحد) - بحسب وكالة الأنباء السعودية -: «الحج ركن عظيم من أركان الإسلام ينبغي أن يتجرد فيه الحجاج عن كل ما ينقض حجهم ويعرض سلامتهم للخطر، وأن يراعوا حرمة المكان والزمان، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، مضيفاًً أن «المملكة تعمل جاهدة بتوجيه ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على توفير كل ما يعين ضيوف الرحمن على أداء نسكهم بأمن وطمأنينة وأمان، وهي في سبيل تحقيق هذه الغاية تمنع منعاً باتاً كل تصرف يعكر صفو الحجاج ويعرض حياة الحجاج للخطر، أو يصرف الحج عن غايته الأساسية وهي عبادة الله وحده لا شريك له، بعيداً عن الشعارات الدعائية والفكرية والسياسية التي لا مجال لها في الحج، وأجهزة الأمن بجميع إمكاناتها وتجهيزاتها تعمل على منع وقوع أي تصرف أو موقف يتعارض مع شعائر الحج، وضبط من يقوم بذلك، ونأمل أن يتفهم جميع حجاج بيت الله الحرام هذه الحقيقة، وأن يتيحوا الفرصة للقائمين على خدمتهم أن يقدموا لهم الخدمات والتسهيلات كافة، التي وفرتها لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين، وأن ينعموا بأداء هذا الركن العظيم بكل يسر وسهولة وأمان». وعن تأثير الأوضاع المحيطة بالمملكة على وضعها الداخلي قال: «المملكة ولله الحمد وهي تعيش ذكرى توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله ومرور 84 عاماً على إعلان وحدتها نعمت خلال هذه المسيرة بأعلى درجات الوئام والتلاحم والتراحم فيما بين أبنائها وبينهم وبين قيادتها وتجاه وطنهم، ولهذه الوحدة أسبابها ودواعي استمرارها، وهي أنها قامت على أساس من العقيدة الإسلامية والأخوة في الدين والتوحد في الهدف والعلاقة الواضحة بين القيادة وأفراد المجتمع، وكل فرد سعودي يشعر بالوحدة والتضامن مع إخوانه من أبناء هذا الوطن، مما عزز ولله الحمد الاستقرار بين أبناء الشعب السعودي وقوى أواصر الأخوة والشعور بالمصير المشترك وتنامت لديهم مشاعر الإحساس بوحدة الوطن، واستشعروا بأن التماسك والوحدة الوطنية هي المقوم الأساس لأمن وطنهم واستقراره وتطوره وازدهاره، ولذلك ظلت المملكة بمنأى عن تأثير الأوضاع والأحداث المحيطة بها، ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار» استعراض المهارات القتالية للقوات العسكرية وقف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف، على استعدادات الأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام، إذ شاهد وكل من وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر، ووكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي الأمير الدكتور خالد بن فيصل، وأمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير مشعل بن عبدالله، وأمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الحج بالمنطقة الأمير فيصل بن سلمان، وأعضاء لجنة الحج العليا، وأعضاء لجنة الحج المركزية، وقادة القطاعات الأمنية، وكبار المسؤولين في وزارة الداخلية، عروضاً حية لقدرات رجال الأمن القتالية والدفاعية والمهارية، ومهارات الرماية بأوضاع مختلفة، واستعراض صد الهجوم المفاجئ، ودقة إصابة الهدف، والتكيف مع الأحوال والظروف كافة، وتبديل السلاح تحسباً لأية ظروف تواجه رجال الأمن في الميدان، إضافة إلى التشكيل الهرمي للرماة. كما شاهد استعراضاً للمهارات القتالية والرماية أثناء قيادة السيارات، والدفاع عن النفس ومواجهة الخصوم، واستخدام السلاح والسيطرة على المهاجمين بطرق وأساليب مختلفة، والنزول بالحبال بتكتيكاته وتطبيقاته المختلفة، ومهارات استخدام الحبال في السيطرة على الخصم من دون استخدام السلاح. وشاهد مهارات الرماية والتقاط السلاح من الأرض بكل مهارة تبرز مدى التأهيل البدني لرجال الأمن ومدى جاهزيتهم والتعامل مع أصعب الظروف، ومهارات التخلص من السلاح وقلب المعادلة وفنون القتال والدفاع عن النفس، وعرضاً لفرضية تخليص رهينة من إرهابي، التي تبرز مدى قدرة رجال الأمن على السيطرة على كل الظروف. وقدمت القوات المشاركة استعراضاً لمهارات مطاردة السيارات المطلوبة أمنياً، والسيطرة عليها واقتحامها وتفتيشها، ومهارات الاقتحام الصامت التي تستخدم عادة في اقتحام وتطهير المواقع المختلفة المغلقة والمفتوحة وحرب الشوارع، واستعراض مهارات اللياقة والرماية السريعة على الأهداف المباغتة، بمختلف الاتجاهات والأوضاع والتشكيل المزدوج السريع وتمشيط المنطقة وصد الهجوم بالقنابل، إضافة إلى فرضية اقتحام أحد المباني والتعامل بحزم واحترافية مع الأهداف المحيطة بالمبنى باستخدام الأسلحة الثقيلة. وافتتح وزير الداخلية بعد ذلك برنامج العيادات الطبية المتنقلة التابع للإدارة العامة للخدمات الطبية، الذي يتضمن وضع 10 عربات طبية متنقلة في المشاعر المقدسة لخدمة رجال الأمن المشاركين في الحج بالتنسيق مع الجهات المشاركة.