وقف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الأمير محمد بن نايف، اليوم على استعدادات الأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام 1435ه، وذلك بحضور وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر، ووكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي الأمير الدكتور خالد بن فيصل، وأمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير مشعل بن عبدالله، وأمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الحج بالمنطقة الأمير فيصل بن سلمان، وأعضاء لجنة الحج العليا، وأعضاء لجنة الحج المركزية وقادة القطاعات الأمنية وكبار المسؤولين في وزارة الداخلية. وفور وصول الأمير محمد بن نايف إلى معسكرات قوات الطوارئ الخاصة في موقف حجز السيارات على طريق مكةالمكرمةالطائف السريع (الكر) استقل عربة مكشوفة تفقد خلالها وحدات وآليات قطاعات الجهات الأمنية والحكومية المشاركة في تنفيذ خطط موسم حج هذا العام. وبعد ذلك بدأت الحفلة الخطابية إذ ألقى مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية في الحج اللواء عثمان المحرج كلمة قال فيها: «يشرفني نيابة عن جميع إخواني وزملائي القادة والضباط والموظفين وضباط الصف والجنود المشاركين في تنفيذ خطط أمن حج هذا العام أن أتقدم لسموكم الكريم بعظيم الشكر والتقدير على تشريفكم وضيوفكم الكرام هذه المناسبة التي نسعد فيها بتقديم عرض مختصر عن جاهزية قوات أمن الحج، سائلاً الله سبحانه أن يكون فيما سيقدمه أبناؤكم ما يحوز على رضاكم». وأشار إلى أن منسوبي القوات المشاركة أمام مناسبة استثنائية من مناسبات الوطن مناسبة اجتمع فيها الواجب الديني مع الواجب الوطني والواجب الأمني وقال إن «بلادنا تعيش عهد الخير والنماء بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي شهد له العالم الإسلامي بجهوده الجبارة في خدمة الإسلام والمسلمين عبر مشاريع ستسهم بحول الله في راحة زوار بيته الحرام ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم». وأضاف اللواء المحرج: «إن أبناءكم في قوات أمن الحج يساندهم ويشاركهم إخوانهم وزملاؤهم من وزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني ورئاسة الاستخبارات العامة والجهات الحكومية الأخرى يؤدون واجبهم بهمة رجل واحد خدمة للدين والوطن الغالي مستمدين عزمهم وقوتهم من الله سبحانه ثم توجيهاتكم الكريمة، ومتابعة أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير مشعل بن عبدالله». بعد ذلك تقدم قائد العرض العسكري الملازم أول مظلي المهندس عبدالجواد القحطاني لاستئذان وزير الداخلية لبدء العرض العسكري للقوات المعنية بشؤون الحج والحجاج، إذ شاهد الأمير محمد بن نايف عروضاً حية لقدرات رجال الأمن القتالية والدفاعية والمهارية، ومهارات الرماية بأوضاع مختلفة واستعراض صد الهجوم المفاجئ ودقة إصابة الهدف والتكيف مع كافة الأحوال والظروف، وتبديل السلاح تحسباً لأية ظروف قد تواجه رجال الأمن في الميدان، إضافة إلى التشكيل الهرمي للرماة. كما شاهد وزير الداخلية والحضور استعراضاً للمهارات والقتالية والرماية أثناء قيادة السيارات والدفاع عن النفس ومواجهة الخصوم، واستخدام السلاح والسيطرة على المهاجمين بطرق وأساليب مختلفة والنزول بالحبال بتكتيكاته وتطبيقاته المختلفة، ومهارات استخدام الحبال في السيطرة على الخصم من دون استخدام السلاح. وشاهد مهارات الرماية والتقاط السلاح من الأرض بكل مهارة التي تبرز مدى التأهيل البدني لرجال الأمن ومدى جاهزيتهم والتعامل مع أصعب الظروف، ومهارات التخلص من السلاح وقلب المعادلة وفنون القتال والدفاع عن النفس. كما شاهد وزير الداخلية والحضور عرضاً لفرضية تخليص رهينة من إرهابي التي تبرز مدى قدرة رجال الأمن على السيطرة على كل الظروف. وشاهد استعراضاً لمهارات الرماية أثناء قيادة السيارة على عجلتين والتقاط السلاح من الأرض بكل مهارة التي تمكن رجال الأمن من الدخول في المناطق الضيقة والرماية أثناء حركة المركبة. كما شاهد الأمير محمد بن نايف والحضور استعراضاً لمهارات مطاردة السيارات المطلوبة أمنياً والسيطرة عليها واقتحامها وتفتيشها، ومهارات الاقتحام الصامت التي تستخدم عادة في اقتحام وتطهير المواقع المختلفة المغلقة والمفتوحة وحرب الشوارع، واستعراض مهارات اللياقة والرماية السريعة على الأهداف المباغتة بمختلف الاتجاهات والأوضاع والتشكيل المزدوج السريع وتمشيط المنطقة وصد الهجوم بالقنابل إضافة إلى فرضية اقتحام أحد المباني والتعامل بحزم واحترافية مع الأهداف المحيطة بالمبنى باستخدام الأسلحة الثقيلة. وشاهد فرضية المطاردة والاستيقاف والسيطرة على مطلوبين أمنياً وفرضية لصد هجوم مسلح مزدوج وإخلاء السجناء الخطرين بواسطة إسناد فوري من طيران الأمن. كما شاهد أيضاً تشكيل لوحة (جاهزون لشرف خدمة ضيوف الرحمن). وافتتح وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الأمير محمد بن نايف، بعد ذلك برنامج العيادات الطبية المتنقلة التابع للإدارة العامة للخدمات الطبية، الذي يتضمن وضع 10 عربات طبية متنقلة في المشاعر المقدسة لخدمة رجال الأمن المشاركين في الحج بالتنسيق مع الجهات المشاركة. وعقب الجولة أجاب وزير الداخلية على أسئلة ممثلي وسائل الإعلام، إذ أكد في جوابه على سؤال حول الأوضاع والظروف الأمنية غير المسبوقة التي تزامنت مع موسم حج هذا العام وتعامل أجهزة الأمن بالمملكة مع هذه الأوضاع والمتطلبات الأمنية، وقال إن «أجهزة الأمن بالسعودية استطاعت ولله الحمد في ظل ظروف واجهت فيها المملكة هجمات إرهابية شرسة لم تستثنِ جزءاً من هذا الوطن حتى الأماكن المقدسة دون اعتبار من الجماعات الإرهابية لحرمتها تأمين أداء ملايين الحجاج لنسكهم بأمن واطمئنان والمحافظة في نفس الوقت على أمن واستقرار المملكة ودرء مخاطر الإرهاب عنها وإحباط مخططات الإرهابيين وتفكيك خلاياهم وضربهم قبل بلوغ أهدافهم الشريرة، ونحن واثقون كل الثقة بأجهزة الأمن ورجالها المخلصين وتعاون المواطنين وتجاوبهم مع ما يتطلبه أمن وطنهم وسلامتهم واستقرارهم». وعن تأثير الأوضاع المحيطة بالمملكة على وضعها الداخلي، ذكر أن «المملكة ولله الحمد وهي تعيش ذكرى توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ومرور 84 عاماً على إعلان وحدتها نعمت خلال هذه المسيرة المباركة بأعلى درجات الوئام والتلاحم والتراحم فيما بين أبنائها وبينهم وبين قيادتها واتجاه وطنهم ولهذه الوحدة أسبابها ودواعي استمرارها وهي أنها قامت على أساس من العقيدة الإسلامية والأخوة في الدين والتوحد في الهدف والعلاقة الواضحة بين القيادة وأفراد المجتمع وكل فرد سعودي يشعر بالوحدة والتضامن مع إخوانه من أبناء هذا الوطن مما عزز ولله الحمد الاستقرار بين أبناء الشعب السعودي الكريم وقوى أواصر الأخوة والشعور بالمصير المشترك، وتنامت لديهم مشاعر الإحساس بوحدة الوطن واستشعروا بأن التماسك والوحدة الوطنية هي المقوم الأساس لأمن وطنهم واستقراره وتطوره وازدهاره ولذلك ظلت المملكة بمنأى عن تأثير الأوضاع والأحداث المحيطة بها، ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار». وفي سؤال عن ماهية الإجراءات والاحتياطات الأمنية التي تضمن أمن الحجاج وأداء مناسكهم في يسر وسهولة لاسيما وأن هناك دولا مناوئة للمملكة قد تستغل الموسم لنشر شعاراتها وتعكير أجواء الحج، ونوع العقوبات التي ستطبق في حقهم، قال الأمير محمد بن نايف إن «المملكة تمنع منعاً باتاً كل تصرف يعكر صفو الحجاج ويعرض حياة الحجاج للخطر أو يصرف الحج عن غايته الأساسية وهي عبادة الله وحده لا شريك له بعيداً عن الشعارات الدعائية والفكرية والسياسية التي لا مجال لها في الحج، وأجهزة الأمن بجميع إمكانياتها وتجهيزاتها تعمل على منع وقوع أي تصرف يتعارض مع شعائر الحج وضبط من يقوم بذلك». وأضاف: «نأمل أن يتفهم جميع حجاج بيت الله الحرام هذه الحقيقة وأن يتيحوا الفرصة للقائمين على خدمتهم أن يقدموا لهم الخدمات والتسهيلات كافة التي وفرتها لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين وأن ينعموا بأداء هذا الركن العظيم بكل يسر وسهولة وأمان، متمنين لهم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً إن شاء الله». وعن خطر التنظيم الإرهابي المعروف ب«داعش» على أمن المملكة، قال الأمير محمد بن نايف إن «تحذيرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعالم جاءت خلال كلمته التي وجهها أخيراً للأمتين العربية والإسلامية وللعالم أجمع استشعاراً لواجبات الدين وإنسانية الضمير والوعي بخطر الإرهاب وتنظيماته على العالم أجمع دون استثناء وإيضاحه إلى حقائق الأمور بعدما صمت العالم على جرائم الجماعات الإرهابية والدول والمنظمات التي تمارس هذه الجرائم وتدعم وتمول هذه التنظيمات، كما أشار إلى خطورة هذا الصمت الذي سوف يجعل الجميع ضحية لأعمال هذه التنظيمات الإرهابية، وجاءت كلمته التاريخية للرد على ما تردده وسائل الإعلام الغربية من وصف الدين الإسلامي بدين العنف والإرهاب وإلصاق هذه التهم بالإسلام والمسلمين مستغلة تصرفات بعض من يدعون الانتماء إلى الإسلام، في حين يخالفون نهجه وتعاليمه ويسيئون بأعمالهم الإرهابية إليه وإلى المنتمين إلى هذا الدين العظيم». وأردف قائلاً إنه «بالنسبة لتقديرات خطر «داعش» على المملكة فنحن نعلم أن هذا التنظيم لم يتكون بشكل عشوائي وإنما برعاية دول وتنظيمات بكل إمكاناتها ونواياها السيئة وسنواجه بحزم هذا التنظيم وغيره، فقد واجهت الأجهزة الأمنية السعودية بكل قدرة واقتدار مئات العمليات الإرهابية بتوفيق الله ثم بخبرة وكفاءة وجهوزية أجهزة الأمن السعودية، وقدمت المملكة العربية السعودية بذلك تجربة أمنية هي محط تقدير العالم واستفاد منها الكثير من الدول في مواجهة الإرهاب، ومن جانب آخر فقد عملت المملكة على منع دخول مواطنيها لدول الصراعات أو الانضمام للجماعات الخارجية، وصدرت تعليمات تعاقب بحزم من يقدم على ذلك وأي مطلوب للأمن سوف يعلم عنه مع أي جهة كان يعمل، وفيما يتعلق بالتحالف الدولي ضد «داعش» فإن هذا مطلب ملح وهذه التنظيمات تمارس إرهابها في مناطق استراتيجية ومهمة، وترك هذه التنظيمات تعمل دون عقاب ومواجهة حاسمة خطر يتهدد قواعد الأمن والسلم الدوليين». وقال وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف في إجابته على سؤال حول أمن الحدود السعودية في ظل الاضطرابات الأمنية التي تشهدها دول الجوار مثل اليمن وسهولة تحرك تنظيمات إرهابية أو تحفيز دول خارجية لها لاستغلال ضعف الحكومة هناك والاستعداد لاختراق الحدود ودخول للمملكة والقيام بأعمال إرهابية إنه «يؤسفنا ما آل إليه الوضع في اليمن الشقيق والذي يضر بمصالح الشعب اليمني ويعطي للقاعدة التي تتمركز عناصرها في اليمن وللحوثيين مجالاً لتعريض أمن اليمن ودول الجوار للخطر، ونحن ندرك أن على أجهزة الأمن في اليمن ممارسة مهماتها لصالح اليمن والشعب اليمني في المقام الأول، أما ما يمكن أن تتعرض له المملكة نتيجة الأوضاع في اليمن فنحن قادرون بحول الله وقدرته على حماية حدودنا وصيانة أمننا، وهذه التنظيمات تعلم جيداً حزمنا وعزمنا تجاه كل من تسول له نفسه المساس بأمننا واستقرارنا وكما يقال لكل حادثٍ حديث». وعن رأيه في سير العمل باتجاه تنفيذ الخطة الأمنية أبان أن الخطة الأمنية واضحة لجهات التنفيذ ميدانياً والكل يدرك ما هو مطلوب منه القيام به ولديهم كامل الصلاحيات دون الحاجة إلى الاجتهاد أو طلب التوجيه والجميع يعمل بتنسيق واضح الأدوار والمهمات.