كانت التجربة التدريبية الثالثة «ثابتة» للمدرب ستيفن كيشي وقاد خلالها منتخب بلاده «النسور الممتازة» إلى اللقب القاري الثالث في تاريخه بفوزه بلقب كأس الأمم الأفريقية 2013 في جنوب أفريقيا إثر تغلبه على بوركينا فاسو 1-صفر في المباراة النهائية أول من أمس (الأحد) في جوهانسبورغ. وحقق كيشي (51 عاماً) إنجازاً تاريخياً لم يسبق أن حققه سوى مدرب واحد هو المصري الراحل محمود الجوهري، بتتويجه باللقب القاري لاعباً ومدرباً. وظفر كيشي باللقب عام 1994 عندما كان وقتها قائداً للنسور الممتازة وكان اللقب الأخير لهم قبل إنجاز أمس عندما أسهم في رفع النيجيريين للكأس للمرة الثالثة بعد الأول عام 1980. وكان الجوهري أول لاعب (1959) ومدرب يحرز اللقب القاري بعد 39 سنة على حساب جنوب أفريقيا 2-صفر (1998 في بوركينا فاسو). خاض كيشي الملقب ب«بيغ بوس» (القائد الكبير) تجربتين تدريبيتين حتى الآن منذ اعتزاله اللعب عام 1997، وكانتا على رأس منتخبي توغو ومالي من دون أن تتكللا بالنجاح في الكأس القارية على اعتبار أنه قاد توغو إلى إنجاز غير مسبوق عندما أسهم في بلوغها نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها عام 2006، لكنه لم يقدها في النهائيات العالمية، لإقالته من منصبه عقب الخروج من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا 2006 في مصر، وهو الإخفاق الذي عاشه مع مالي في نسخة 2010 في أنغولا. لكن كيشي حقق المعجزة في النسخة الحالية في جنوب أفريقيا كونه جعل من منتخب بلاده «ماكينة رائعة» لحصد الانتصارات وقاده إلى كأس القارات المقررة هذا العام في البرازيل على رغم قلة خبرة لاعبيه، كما أن المدرب كان النجم الأوحد في البطولة القارية بالنظر إلى غياب النجوم من اللاعبين أو على قلتهم كالعاجي ديدييه دروغبا ومواطنه يحيى توريه والتوغولي إيمانويل إديبايور والغاني أساموا جيان. فمنذ تعيينه مدرباً لنيجيريا خلفاً لسامسون سياسيا المقال بعد عجزه في قيادة بلاده إلى نهائيات أفريقيا 2012، دخل كيشي في صراع مرير مع نجوم المنتخب خصوصاً بيتر أوديموينجي وأوبافيمي مارتينز وإييغبيني ياكوبو قبل أن يستغني عن خدماتهم ما وضعه أمام انتقادات لاذعة من وسائل الإعلام المحلية. لكن كيشي سرعان ما كسب تأييد وتعاطف الإعلام النيجيري الذي لا يرحم، من خلال النتائج التي حققها مع اللاعبين الشباب الذين لم يكن أحد يعلق عليهم آمالاً للعب دور طلائعي في البطولة، بفضل خبرته القيادية وتعويله على لاعبين شباب أمثال إيمانويل إيمينيكي (25 عاماً) هداف البطولة برصيد 4 أهداف مشاركة مع مهاجم غانا مبارك واكاسو، ونجم تشلسي الإنكليزي فيكتور موزيس (22 عاماً) الذي أسهم بشكل كبير في بلوغ النهائي، خصوصاً في المباراتين الحاسمتين أمام إثيوبيا (2-صفر) في الجولة الثالثة (الأخيرة) من الدور الأول، وأمام مالي (4-1) في دور الأربعة. كما كانت لكيشي الجرأة للاحتفاظ بالقائد المخضرم جوزيف يوبو (32 عاماً) الذي كان يخوض النهائيات للمرة السادسة في مسيرته الاحترافية، على مقاعد البدلاء عقب المباراة الأولى أمام بوركينا فاسو بالذات (1-1)، وشجاعته الكبيرة في وضع الثقة بمدافعين واعدين ككينيث أوميروو (19 عاماً) وغودفري أوبوابونا (22 عاماً). وتابع: «أتمنى أن يحصل مدربون أفارقة عدة على مناصب لتدريب منتخبات بلادهم حتى يجعلوها فخورة. من الصعب بعض الشيء أن تكون مدرباً أفريقيا، لأن المسؤولين يمنحونك المنصب وكأنهم يعطفون عليك، يريدون للتو منتخباً رائعاً وأن تفوز غداً بكأس العالم. يجب التحلي بالصبر قليلاً في أفريقيا». وعاد كيشي للحديث عن إنجازه، وقال: «التتويج بلقب هذه البطولة هو أساساً تتويج لشعبنا، عندما تسلمت المهمة قبل نحو عام، كان حلمي هو أن أجعل نيجيريا سعيدة وأن أصنع منتخباً قوياً». وأضاف: «لم نصل حتى الآن إلى أن نكون منتخباً قوياً، لأننا نحتاج إلى التحسن أكثر. لم تلعب نيجيريا المباراة النهائية للكأس القارية منذ فترة طويلة، فالمرة الأخيرة كانت عام 2000 ووقتها كنت مساعداً لمدرب المنتخب. واليوم توجت باللقب وأنا مدرب. أهدي اللقب إلى جميع المدربين النيجيريين الذين صلوا من أجل هذا المنتخب».