قلّل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أمس، من أهمية انشقاق النائب عن حزب المحافظين الحاكم مارك ريكليس وانضمامه إلى حزب الاستقلال المناهض للاتحاد الأوروبي. لكن انشقاق ريكليس يتزامن مع قبول كامرون استقالة وزير المجتمع المدني بروك نيومارك، مستبقاً نشر صحيفة «صنداي ميرور» تقريراً يكشف أنه أرسل صوراً إباحية إلى صحافي تخفّى وراء شخصية امرأة. استقالة ريكليس وفضيحة نيومارك شكّلا ضربة موجعة للمحافظين عشية آخر مؤتمر للحزب قبل الانتخابات النيابية في أيار (مايو) 2015، علماً أن ريكليس هو ثاني نائب يترك حزب المحافظين خلال نحو شهر. وتحدث ريكليس الذي يريد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عن إحباط إزاء سياسة المحافظين في أوروبا. لكن كامرون الذي تعهد تنظيم استفتاء عام 2017 في شأن عضوية بريطانيا في الاتحاد، إذا أُعيد انتخابه، علّق قائلاً: «هذه الأمور محبطة وتأتي بنتائج عكسية وبلا معنى. إذا أردتم أن يكون هناك استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي، وإذا أردتم السيطرة على الهجرة، هناك خيار واحد فقط وهو أن تسفر الانتخابات المقبلة عن حكومة محافظة». وخلال مؤتمر في مدينة برمنغهام، حاول المحافظون الحدّ من أثر الفضيحتين، إذ اعتبر رئيس الحزب غرانت شابس أن هذين الموقفين الصعبين موقتان ومسألتان غير مهمتين، وزاد: «في السياسة (تقلّب) الطقس يأتي ويذهب وتصادف أوقاتاً مائجة، لكن الشيء المهم فعلاً للبلد هو أن نؤمّن مستقبله». وكان نيومارك الذي يشغل منذ عام 2005 مقعداً في مجلس العموم (البرلمان) عن المحافظين، أعلن قراره الاستقالة من الحكومة بعد إبلاغه بنشر صحيفة «صنداي ميرور» أمس تقريراً عن تبادله عبر الإنترنت صوراً «ذات طابع إباحي» مع صحافي مستقلّ قدّم نفسه على أنه امرأة من أنصار الوزير المستقيل، كما دعاه إلى لقائه خلال مؤتمر حزب المحافظين.