تشهد الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان تسخيناً وسط اتهامات متبادلة بدعم متمردين على جانبي حدودهما. وقالت السلطات في ولاية جنوب كردفان إن قوة من متمردي«الحركة الشعبية - الشمال» هاجمت الأهالي في محافظة أبو جبيهة على الحدود المشتركة مع جنوب السودان، ما أدى إلى مقتل 37 شخصاً. وأوضح محافظ المنطقة الفاضل ونيس في تصريح أمس أنه أثناء توقيف الأهالي من قبل قوات تابعة إلى متمردين على حكومة جنوب السودان تدخلت قوة تتبع إلى متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» وأطلقت النار على المجموعتين معاً ما أدى إلى مقتل 9 مواطنين سودانيين و15 من قوات المتمردين الجنوبيين. وذكر أن القوات السودانية ومتطوعي قوات الدفاع الشعبي تصدت للمجموعة المهاجمة عند منطقة الحادث. وقال إن الاشتباك بين القوة المتمردة التي تضم نحو 500 مسلح والقوات الحكومية السودانية أدى إلى مقتل 8 من المتمردين و5 من القوات السودانية وإصابة آخرين. وأكد ونيس أن القوة المتمردة تراجعت عند منطقة الحلوف السودانية مع حدود ولاية أعالي النيل بجنوب السودان، بينما تراجعت القوات السودانية إلى منطقة الطمر، مشيراً إلى أن الأوضاع الآن هادئة و «تحت سيطرة الجيش السوداني» الذي استدعى تعزيزات عسكرية. لكن متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» اتهموا السبت ميليشيا تدعمها الخرطوم بقتل 17 مدنياً في ولاية جنوب كردفان. وقال المتمردون في بيان إن الميليشيا التابعة لوزير الخارجية السابق لام أكول نصبت مكمناً لشاحنة في منطقة أبو نوارة على بعد 80 كيلومتراً من حدود السودان مع ولاية أعالي النيل الجنوبية. كما قال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير إن قواته صدّت هجوماً من ميليشيات في منطقة عبودي بولاية أعالي النيل المتاخمة لحدود السودان، ما أدى إلى مقتل سبعة متمردين في المنطقة. واتهم أغوير الخرطوم بدعم الميليشيات وقال في مؤتمر صحافي في جوبا إن الجيش الجنوبي «سيستمر في حماية شعب جنوب السودان من هذا العدوان». وأعلنت جوبا اعتزامها تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي بسبب غارات جوية وهجمات يشنها الجيش السوداني على أراضي جنوب السودان، الأمر الذي يتعارض مع اتفاقات البلدين. وأكد الناطق باسم حكومة جنوب السودان برنابا بنجامين، عقب جلسة مجلس الوزراء في جوبا، أن الجيش السوداني يقوم بشن هجمات على أراضي داخل جنوب السودان، وقال إن الغارات تتعارض مع اتفاقات التعاون التي وقعت بين البلدين في أيلول (سبتمبر) الماضي. وأضاف بنجامين أن الجيش السوداني ما زال يحتل مناطق في جنوب السودان بخاصة المناطق المتنازع عليها. وكانت وزارة الخارجية السودانية دانت ما سمته استمرار دولة جنوب السودان في «الأفعال العدوانية» ودعمها هجوماً مسلحاً على منطقة بحيرة الأبيض في ولاية جنوب كردفان، وأعلنت تقدمها بشكوى جديدة لمجلس الأمن الدولي بالواقعة مع الاحتفاظ بحق الرد. غير أن الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد نفى اتهام جوباالخرطوم بشن هجمات وغارات جوية على مواقع داخل العمق الجنوبي. وقال في تصريح أمس، إنّ حديث جوبا في شأن الهجمات لا أساس له من الصحة، مؤكداً: «ليست لدينا عمليات جارية مع الجنوب حتى يمكن القول إننا قمنا بعمليات عسكرية». وأعلن أن دولة الجنوب تحتل ست مناطق سودانية غير متنازع عليها بين الدولتين هي: محطة بحر العرب، وسماحة في دارفور، ودبة الفخار والمقينص في ولاية النيل الأبيض، والببنس في ولاية النيل الأزرق.