بعيداً عن الزحمات الخانقة وضجيج أبواق السيارات والدخان الأسود، نعمت العاصمة الكولومبية الخميس بسكينة في شوارعها التي انتشرت فيها الدراجات الهوائية بمناسبة مبادرة ريادية في أميركا اللاتينية تقضي بعدم استخدام السيارات طوال يوم واحد. وقد سمحت هذه المبادرة التي تطلق للمرة الثالثة عشرة في بوغوتا بتفادي سير أكثر من 1,5 مليون سيارة في هذه المدينة الكبيرة التي تضم سبعة ملايين نسمة، واتاحت حوالى 500 كيلومتر من الجادات المخصصة للدراجات الهوائية. وقد بقي حظر قيادة السيارات حيز التنفيذ في العاصمة الكولومبية طوال 13 ساعة، من 6,30 صباحاً إلى 19,30 مساءاً، لكنه لم ينطبق على سيارات الأجرة (50 ألف سيارة) والحافلات (16 ألف حافلة) والدراجات النارية (216 ألف دراجة) التي تسير كل يوم في بوغوتا. ولم يشمل هذا الحظر أيضاً آليات الشرطة والجيش وسيارات الإسعاف. وفي حال انتهك الحظر، تفرض على سائق السيارة المخالف غرامة قدرها 164 دولاراً تتخطى بخمس عشرة مرة الحد الأدنى من راتب نهار واحد من العمل. وقد صوت على هذه المبادرة في العام 2000 بعد استفتاء محلي. وهي تنفذ في العاصمة الكولومبية أول خميس من شهر شباط/ فبراير، في حين تنظم فعاليات اليوم الذي يحظر فيه سير السيارات في مدن أخرى من العالم في 22 أيلول/سبتمبر.