بدأ الإقصاء الباكر لمنتخب الجزائر لكرة القدم من الدور الأول بالبطولة الأفريقية للأمم يلقي بظلاله على الساحتين الرياضية والسياسية، إذ أُعلن أن رئيس اتحاد الكرة محمد روراوة اتخذ قراراً بالتشاور مع المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش بإقالة مدرب حراس المرمى الجزائري عبدالنور كاوة، والمشرف العام على المنتخب نبيل بوتنون، فيما تلقى أحد الإداريين وحارسا معدات المنتخب آخر إنذار تحت طائلة إبعادهم من مناصبهم. وفيما فضلت الهيئة الكروية الصمت حيال خلفيات هذه القرارات المفاجئة، أكد كاوة، الذي عمل إلى جانب المدرب البوسني باتحاد جدة السعودي، أنه تلقى الخبر من أصدقائه بالاتحاد لكنه لم يبلغ رسمياً بالقرار. وبات من المؤكد أن تغييراً آخر سيطاول التعداد العام للمنتخب، إذ أشارت مصادر مقربة من الاتحاد إلى عزم المدرب البوسني على إعادة النظر في تشكيلته، من خلال دعوة من ثلاثة إلى أربعة لاعبين جدد في مقابل التخلي عن بعض الأسماء الحالية، مضيفة أن فؤاد قادير المنضم حديثاً لمرسيليا أثار استياء المدرب بأدائه الباهت، وربما يكون ضحيته المقبلة. ويوجد مهاجم بارما الإيطالي إسحاق بلفوضيل، ولاعب وسط غرناطة الإسباني ياسين إبراهيمي، وربما مدافع رامس الفرنسي عيسى ماندي ومهاجم موريانس البرتغالي نبيل غيلاس من أبرز المرشحين لدخول كتيبة «الخضر» خلال المعسكر المقبل، استعداداً لمباراة بنين في آذار (مارس) المقبل ضمن تصفيات المونديال. كما أكدت المصادر ذاتها أن روراوة تدخل لدى المدرب لإعادة النظر في علاقته مع مهاجم أولمبياكوس اليوناني رفيق جبور تمهيداً لاستدعائه مجدداً للمنتخب بعد إبعاده عنه في البطولة الأفريقية بسبب «خلافات عميقة» بينهما. يأتي ذلك في وقت يتعرض فيه رئيس الاتحاد محمد روراوة نفسه لانتقادات عنيفة من المختصين ونواب بالبرلمان، الذين طالبوا وزير الرياضة بمحاسبته على الإخفاق، في حين دعا رجال قانون إلى محاسبته بداعي «تبديده للمال العام». وعلى عكس نظيريه التونسي والمغربي، رفض وزير الشباب والرياضة محمد تهمي القيام بأية خطوة من شأنها محاسبة المتسببين في فشل المنتخب الجزائري وخروجه من أضيق الأبواب في ثاني أسوأ مشاركة له بالموعد القاري بعد دورة زيغنشور بالسنغال عام 1992.