لم تتمكن ندى محمد المغيدي، أن تحقق حلمها وهي طفلة، في أن تحترف رسوم الكارتون، وتنتج أفلاماً تعكس فيها شخصيات تخيلتها في سنواتها الأولى، ولكنها رسمت تلك الشخصيات على القمصان، وتحولت إلى وظيفة، تدر عليها دخلاً، من خلال «التجارة الإلكترونية». تحمل ندى، التي تسكن مدينة الدمام، شهادة البكالوريوس في «الحاسب الآلي» من كلية العلوم للبنات. وتقول: «في طفولتي، كنت أعشق الرسم الكارتوني، وحين كان يسألني أي أحد: ماذا تريدين أن تعملي حين تكبرين؟ كنت أجيب فوراً: مخرجة رسوم أطفال. بيد أنه لا يتوافر هذا التخصص في الجامعات السعودية، لذا اخترت التخصص الأقرب إليه، وهو الحاسب الآلي، وأفادني تخصصي كثيراً في عملي، إذ أن استخدام الحاسب للعمل يجعله احترافياً بشكل أفضل». لذا طوعت موهبتها كي ترسم على قميص «للتجربة فقط، وكان عبارة عن رسمة لطفل صغير يبتسم، يذكرني بابن أختي الصغير». وتدرجت حتى أصبحت الهواية «عملاً محبباً إلى قلبي، كما أغراني كثرة الطلب على القمصان والتيشرتات، فنصحتني صديقة مقربة، بأن أُنشئ مدونة إلكترونية خاصة، لتلبية الطلبات». وتستخدم ندى حالياً مدونة، وليس موقعاً. وتقول: «في المستقبل القريب؛ سأفتتح موقعاً خاصاً بي، بعد تسجيل عملي، لدى وزارة التجارة». شاركت المغيدي في «بازار» واحد، كان لصالح جمعية المعوقين في الشرقية. لكنها تتلقى طلباتها من خلال مدونتها. وتقول: «على الزبونة أو الزبون أن يدخل إلى المدونة، ويضغط أيقونة «الأسعار» لمعرفة السعر بناء على حجم الرسم، ثم يدخل إلى «اطلب الآن»، ويتبع الطريقة الموضحة للطلب، وبعد الاتفاق على الرسم المطلوب، يرسل القيمة في حوالة مصرفية، وبمجرد وصولها أشرع في الرسم على القميص، ويكون التسليم من طريق شركات الشحن». وترى ندى أن أسعارها «تنافسية ومناسبة، كون العمل يدوياً. ويعتمد على فن الرسم، وليس الطباعة المتبعة في المصانع، فلكل زبون شكله ورؤيته الخاصة، وهناك فرق بين أن تشتري تصميماً جاهزاً، وبين أن تختار تصميمك بنفسك، فالعبارات والرسومات ، تكون فكرتها من الزبون، أو مني، وعلي التنفيذ، فالسعر بناء على الجهد المبذول مناسب جداً». وتحرص على «اختيار قماش ذي جودة عالية، ومن ماركات عالمية. وأرفق مع كل تصميم ما يثبت ذلك، ثم نختار الألوان الجيدة، والتي لا تتأثر في الغسيل، أو تقادم الزمن. وكل هذه الأمور أضعها في الحسبان، فلا أظن أن المبلغ كبير مقارنة بما أقوم به». وتؤكد ندى أن العمل والتواصل من خلال الانترنت «مرن جداً، ومناسباً، ولا علاقة لاختياري للانترنت وسيلة للتجارة بوضعي الاجتماعي أبداً. فبإمكاني أن أفتح محلاً وأعمل فيه. ولكنني أرى أن الانترنت أوسع انتشاراً، وأكثر ربحاً، وأسهل في التعامل، خصوصاً أنني أعمل بحسب الطلب، ولا أبيع تصاميم جاهزة، لذا فان الانترنت أنسب لي في شكل أكبر». وعن أبرز المعوقات، ذكرت أن «عدم إلمام الزبائن بحجم العمل، ثم سرقة الأفكار والأعمال، هي أبرز ما أعاني منه، إذ أن رؤية أعمالي وهي تسرق وتنسب إلى الغير، يمثل لي كابوساً»، متمنية أن «يأتي اليوم الذي أوثق فيه تصاميمي، لدى الجهات المختصة، حتى يتسنى لي ملاحقة من يعتدي على أفكاري وإبداعي»، مضيفة أن «البعض يطلب طلباً، وبعد أن أجتهد في الرسوم الأولية، لا يرد علي، ما يضيع الكثير من الوقت والجهد سدى». وتطمح ندى أن يتم «إنشاء علامة تجارية عالمية لملابسي وخط إنتاج باسمي، وأن يوثق عملي لدى وزارة التجارة، لحفظ حقوقي الفكرية والأدبية». وتضيف أيضاً «كما أتمنى أن أعمل في صناعة أفلام الكارتون، وأن أرسم كتاباً كاملاً، أو أُنشئ موقعاً إلكترونياً يتحدث عن منطقتي الغالية الجنوبية، وتحديداً أبها».