حلّقت أمس المقاتلات البريطانية فوق سماء العراق استعداداً لقصف مواقع لتنظيم «داعش» في العراق، بعد أقل من 24 ساعة من موافقة البرلمان على مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية ضد التنظيم. لكن كل الدول الأوروبية المشاركة بطائرات في هذه الحملة تتمسّك بقصف مواقع التنظيم داخل الأراضي العراقية فقط. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن مقاتلتين بريطانيتين قامتا أمس بالتحليق فوق أهداف ل «داعش» في أول مهمة لبريطانيا، بعد أن أقلعتا من قاعدة أكروتيري التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص برفقة طائرة لإعادة التزود بالوقود. ومن المتوقع أن تساهم بريطانيا بست طائرات «تورنيدو» تابعة لسلاح الجو الملكي، لكنها تؤكد أنها «لن تنشر أي جندي بريطاني في ميادين القتال». وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في لندن «نحن في العراق للمساهمة في التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية، وللمساعدة في معالجة المشكلة الناجمة عن هذه المنظمة الإرهابية المرعبة». وأفاد مسؤولون بريطانيون بأن ست مقاتلات من طراز تورنيدو متمركزة في قبرص تستطيع المشاركة في الغارات، وهي مزوّدة بقنابل موجهة باللايزر وبصواريخ. وأضافوا أنه بالإضافة إلى مقاتلات التورنيدو يملك سلاح الجو الملكي في المنطقة طائرة استطلاع من طراز «آر- سي 135» ستكثف عملياتها لتحديد أهداف محتملة. كما غادرت ست طائرات «أف 16» بلجيكية إلى الشرق الأوسط، فيما أعلنت الدنمارك ارسال سبع طائرات من الطراز نفسه. وبعد ثمانية أيام على بدء الهجمات الفرنسية على تنظيم «داعش» في العراق توزعت الطائرات الفرنسية والأميركية مهمات قصف الأهداف. وبينما ضاعف الطيران الأميركي الضربات في العراق وسورية استهدفت طائرات «رافال» الفرنسية الجهاديين في العراق فقط. وبلغ عدد الغارات الفرنسية غارتين جويتين ونحو 12 مهمة استطلاع منذ 15 الشهر الجاري، بينما بلغ عدد الضربات التي نفذتها المقاتلات الأميركية منذ الثامن من آب (أغسطس) أكثر من 200 غارة. وعلى الأرض يتبادل الطيارون الفرنسيون والأميركيون المعلومات الاستخباراتية عن أهداف ومواقع الجهاديين، وهو مجال يمكن لفرنسا أن تقدم الكثير فيه. وقالت المصادر الرسمية الفرنسية إن «هدفنا الرئيسي هو وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق»، وذلك عبر إضعاف القدرات العسكرية لمقاتلي «داعش» لتتمكن الحكومة العراقية من استعادة سيطرتها على الأراضي التي خسرتها. ومدة العمليات رهن بالوقت اللازم لإعادة تشكيل الجيش العراقي. وعلى الصعيد العسكري تكمن المرحلة الأولى في جمع أكبر قدر من المعلومات عن مواقع الجهاديين. وقال المتحدث باسم رئاسة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل جيل جارون «علينا أن نرسم خريطة لمواقع العدو». إلى ذلك، أكد القائد العام للقوات البرية الإيرانية أن بلاده ستهاجم مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق اذا اقتربوا من حدودها. وقال الجنرال أحمد رضا بوردستان «اذا اقتربت جماعة داعش الإرهابية من حدودنا سنهاجمها في عمق الأراضي العراقية ولن نسمح لها بالاقتراب من حدودنا». وأكدت طهران، الحليفة للحكومة العراقية والمعادية بشدة لتنظيم «داعش»، أنها قدمت المساعدة لحكومة بغداد وللقوات الكردية العراقية في محاربة التنظيم، بخاصة من خلال ارسال أسلحة ومستشارين عسكريين. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال أول من أمس في مؤتمر صحافي في الأممالمتحدة «لولا مساعدة إيران لربما كانت بغداد الآن في أيدي الإرهابيين». لكن روحاني انتقد استراتيجية الولاياتالمتحدة وحلفائها مؤكداً أن الضربات الجوية لن تحقق «الاستقرار والأمن في المنطقة».