فيما كان أكثر من 6 آلاف شخص يحضرون في ساحة القصاص، وعبارات الرجاء وطلب العفو تعلو أصواتهم المخنوقة بنبرات الحزن والخوف، وبوجود نحو 2500 رجل أمن لتشديد الرقابة، نفذ حكم القصاص في حق السجين عبدالله فندي الشمري في الساعة الثانية من ظهر أمس، وسط حضور نائب أمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد، وعدد من الوجهاء والشيوخ الذين ناشدوا أولياء الدم العفو عن الشمري. وكان الشمري تحدث إلى «الحياة» وهو صائم قبل تنفيذ الحكم بساعتين قائلاً: «مؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره ومتفائل بأن الله سبحانه وتعالى حكيم خبير، وأنه سيختار لي ما هو خير لي، إن كان بالعفو عني أو القصاص مني»، موجهاً عميق شكره وتقديره وامتنانه لكل من ابتهل بالدعاء له وتعاطف معه من مختلف أطياف المجتمع، وأن يكتب للجميع الأجر والمثوبة على مشاعرهم الإنسانية الطيبة، وألا يروا أي مكروه في أنفسهم أو في ذويهم. وبحسب خالد الشمري أحد أقرباء عبدالله فندي، تعود تفاصيل القضية إلى عام 1404ه عندما دخل عبدالله في مشاجرة مع شخصين بسبب خلافات، وتبادلوا فيها الضرب بالعصي، وانتهت بوفاة المجني عليه معجب الرشيدي الذي كان يبلغ من العمر حينها 33 عاماً، مشيراً إلى أن قريبه فقد والديه، وهو داخل سجن حائل الذي قضى فيه 30 عاماً، ولفت إلى أنه تم تأجيل تنفيذ القصاص فيه أكثر من 16 مرة، وأن السجناء الذين أمّهم في صلاة الفجر عاشوا في السجن ساعات عصيبة خلال الليلة التي سبقت تنفيذ القصاص، ورفضوا تناول الطعام، فيما شوهد الكثير منهم يجهشون بالبكاء. وأضاف أن الفقيد قابل رجال الأمن من سجانيه وبقية المساجين بنفسية جيدة، ولم يبد مضطرباً أو متوتراً، بل إنه شوهد يقوم بتهدئة سجناء آخرين ممن أجهشوا بالبكاء حزناً على قرب موعد قصاصه، وأن أطباء السجن جميعهم رفضوا مرافقة الشمري لساحة القصاص بحجة عدم رغبتهم في مشاهدة لحظة قصاصه، ما دعا إدارة السجن إلى الاستعانة بطبيب من مستشفى الملك خالد العام، لافتاً إلى أن العزاء سيقام في قرية الفقيد الودي، وأن أبناءه هم إيمان 23 عاماً، وأمل 21 عاماً، وأماني 18 عاماً، وأحمد 17 عاماً، وسعيد 13 عاماً.