أكملت الجهات الأمنية إجراءاتها كافة، لتنفيذ حكم القصاص صباح غد (الثلثاء) في عبدالله فندي الشمري الذي قضى في سجن حائل العام أكثر من 30 عاماً. وأكّد مصدر أمني مطلع في شرطة حائل ل«الحياة» أمس أن الجهات المعنية استعدت لتنفيذ القصاص في الساعة التاسعة من صباح غد (الثلثاء) في عبدالله فندي الشمري (53 عاماً)، وذلك بعد صدور الحكم الشرعي القاضي بالقصاص منه، نتيجة قتله المواطن معجب الرشيدي قبل 30 عاماً إثر مشاجرة جماعية مع شبان. وتعود تفاصيل القضية بحسب خالد الشمري أحد أقرباء عبدالله فندي إلى عام 1404ه، عندما دخل عبدالله في مشاجرة مع شخصين بسبب خلافات، وتبادلوا فيها الضرب بالعصي، وانتهت بوفاة المجني عليه معجب الرشيدي الذي كان يبلغ من العمر حينها 33 عاماً، مشيراً إلى أن قريبه فقد والديه، وهو داخل سجن حائل الذي قضى فيه 30 عاماً. وقال عبدالله فندي الشمري من داخل السجن ل»الحياة» أمس: «يشهد الله أنني لم أتعمد القتل، ودائماً ما أدعوا الله وأسأل الرحمة والمغفرة للقتيل الذي حدثت المشكلة بيني وبينه قبل أكثر من 30 عاماً». وناشد الشمري أهل الخير بالسعي إلى إنقاذ حياته «خصوصاً أنني مت داخل السجن آلاف المرات، وعلى رغم ذلك لا يزال يحدوني الأمل بالله ثم بأهل القتيل العفو عني، وأن يحتسبوا أجر عفوهم في ميزان حسنات فقيدهم»، لافتاً إلى أنه دأب منذ دخوله السجن على قضاء ليله في قراءة القرآن وقيام الليل والدعاء، وحثّ السجناء على المداومة على فعل الطاعات. وأطلق عدد من النشطاء في منطقة حائل خلال اليومين الماضيين حملات شعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمناشدة أهل القتيل العفو عن السجين الشمري، داعين أهل الخير إلى التدخل السريع لعتق رقبته. ولكن المساعي التي قادها عدد كبير من مشايخ القبائل باءت بالفشل، بسبب إصرار ابن القتيل على تنفيذ حكم الشرع في الجاني. يذكر أن إدارة سجون حائل أسندت رئاسة العنبر المثالي في سجن حائل للشمري، نظير الدور الذي أداه خلال فترة سجنه من حثّ عشرات السجناء على حفظ القرآن الكريم، وإقناع السجناء المدخنين بالإقلاع عنه، ما جعل معظم السجناء يحفظون القرآن الكريم، كما أن تميّز سلوكياً داخل السجن، وناشد الشمري أهل الخير بالسعي إلى إعتاق رقبته.