حقق مسلحو المعارضة السورية تقدماً على الأرض في محافظة الرقة في شمال سورية باقتحامهم سد البعث الاستراتيجي غرب مدينة الرقة بعد معارك دامية مع القوات النظامية، فيما أطلق روسيان وإيطالي كانوا خطفوا في 12 كانون الأول (ديسمبر) من قبل مسلحين. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس أن «مقاتلين من جبهة النصرة وكتيبة أحرار الطبقة سيطروا ليل الأحد على مداخل سد البعث قرب بلدة المنصورة غرب مدينة الرقة». ويقع السد بين مدينتي الرقة والطبقة اللتين لا تزالان تحت سيطرة القوات النظامية، في وقت باتت معظم مناطق الريف بين ايدي المقاتلين المعارضين. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن اشتباكات عنيفة سبقت اقتحام السد الاستراتيجي الذي يستخدم لتوليد الكهرباء وتجميع المياه. وأشار في الوقت نفسه إلى «اشتباكات عنيفة دارت الاثنين بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة في محيط القسم الشمالي الشرقي من قيادة الفرقة 17 في الجيش السوري» الواقعة شمال مدينة الرقة. وفي ريف دمشق، نفذت طائرات حربية الاثنين غارات جوية على بلدة كفربطنا والمناطق الواقعة بين مدينتي حرستا وزملكا ومدينة دوما، ترافقت مع اشتباكات في مناطق أخرى من الريف الدمشقي. ووقع انفجار في سيارة في حي الميدان في دمشق بالقرب من المتحلق الجنوبي صباحاً ما أدى إلى إصابة السائق بجروح، وفق المرصد. وكان حي الحجر الأسود جنوب العاصمة تعرض لقصف فجراً من القوات النظامية تسبب بمقتل ثلاثة مواطنين بينهم طفل، وفق المرصد الذي أشار أيضاً إلى اشتباكات في حي القابون شرق العاصمة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية الاثنين أن «متطرفين» سوريين أفرجوا عن روسيين اثنين وإيطالي كانوا خطفوا في 12 كانون الأول الماضي في مقابل الإفراج عن «مقاتلين». وأوضحت الوزارة الروسية في بيان أن «المواطنَين الروسيَين ف.ف. غوريلوف وعبد الستار حسون اللذين خطفا في 12 كانون الأول 2012 على أيدي متطرفين سوريين على الطريق بين حمص وطرطوس غرب سورية، أفرج عنهما في 3 شباط (فبراير) الجاري في مقابل مقاتلين». ولم تعط الوزارة أية تفاصيل أخرى عن هؤلاء «المقاتلين». وأضاف البيان أن الروسييَن «في صحة جيدة وهما موجودان في سفارة روسيا في دمشق». وتابع أن «المواطن الإيطالي م. بيلومو الذي خطف معهما ستسلمه وزارة الخارجية السورية لممثلين عن بلاده». وأضافت الوزارة الروسية أن روسيا أجرت «اتصالات مكثفة» مع السلطات السورية وكذلك مع مختلف قوى المعارضة «في سورية وخارج» البلاد. وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن السلطات السورية قامت بعملية «تحرير» للرهائن الثلاثة. ونقلت عن مصدر إعلامي قوله «إن الجهات المختصة تمكنت الليلة الماضية (الأحد) من تحرير المواطنين الروسيين فيكتور غوريلوف وعبد الستار حسون والمواطن الإيطالي بيلو اومو الذين اختطفتهم مجموعة إرهابية مسلحة في 12 كانون الأول في منطقة حسياء (ريف حمص)». وأشارت الوكالة إلى أن غوريلوف كان احد المهندسين في معمل للفولاذ في حلب (شمال)، وأن حسون كان مترجماً له.