تعرضت مديرية الشرطة في كركوك أمس لهجوم شنه ثلاثة انتحاريين أوقع عشرات القتلى والجرحى، فيما أكدت مصادر اعتقال مخططي الهجوم يتزعمهم شخص يتجول في مدن إقليم كردستان بصفته رجل أعمال. وأكدت الشرطة أن عدد الضحايا 30 قتيلاً و100 جريح سقطوا بتفجير سيارة مفخخة في مبنى المديرية، أعقبه تفجير انتحاري نفسه بحزام ناسف، فيما اشتبك انتحاريان مع الحراس وتمكن أحدهما من التوغل داخل مقر الشرطة شاهراً قنبلة موقوتة فجرها لحظة مقتله ليصيب مدير شرطة الأقضية سرحد قادر الذي أصيب بجروح خطيرة. وقالت المصادر ل «الحياة» إن «قوات كردية اعتقلت شبكة يشك في أنها مسؤولة عن التخطيط للهجوم يتزعمها شخص يعتقد أنه قيادي كبير في تنظيم القاعدة ويتجول في مدن مختلفة بصفة رجل أعمال بارز». وأشارت المصادر إلى أن «اعتقاله قد يساعد في تقويم طبيعة عمل تنظيم القاعدة، وأسلوب تحرك قادته. ولفتت إلى أن المعلومات الأولية مع المعتقل تشير إلى أن التنظيم الذي يعمل باسم «دولة العراق الإسلامية» أكثر تعقيداً مما يعتقد، وهو يستخدم طرقاً غير تقليدية و «التحقيقات قد تكشف كنزاً من المعلومات عن خلايا القاعدة وأساليب عملها وتحركاتها». إلى ذلك، دعا محافظ كركوك نجم الدين كريم في بيان مكونات المدينة «إلى التكاتف في وجه الإرهاب». ويربط قادة أمنيون تصاعد الهجمات في كركوك بالخلافات السياسية فالمحافظة أبرز المناطق المتنازع عليها وتشهد خلافات حادة على إدارة الأمن بين مراكز قوى. وتأتي هذه التطورات الأمنية متزامنة مع التظاهرات المنددة بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في معظم المدن السنية للمطالبة بإطلاق السجناء وإلغاء قوانين اجتثاث البعث والإرهاب. إلى ذلك، أكد رئيس الكتلة «العراقية» أياد علاوي صعوبة حل البرلمان في الوقت الراهن بسبب التظاهرات وغياب رئيس الجمهورية جلال طالباني، فضلاً عن «التهاب المنطقة العربية». وقال: «إذا تم الاتفاق على حل البرلمان فستقع كارثة كبرى في العراق». وقال إن «العراقية لم تلمس أي استعداد للمالكي لقبول الطرف الآخر وإجراء حوار جدي لإنهاء الأزمة. نحن لسنا ضد المالكي ولا نريد طرح بديل عنه ولكننا نعترض على سياسته». وزاد: «قبل عامين طرحنا مبادرة لاختيار شخصية أخرى(غير المالكي) من التحالف الوطني لرئاسة وإجراء انتخابات مبكرة والالتزام ببنود اتفاقية أربيل التي وقعناها أنا والمالكي وبارزاني واتهموني حينها بالخروج على الدستور واليوم عادت بعض الأطراف إلى طرح القضية ذاتها». وتابع أن «المشكلة الرئيسة أمام العراقية اليوم هي الاجتثاث الذي طاول أكثر من ألف مرشح وعضو في مجالس المحافظات»، معتبراً أن هذه الخطوة «تمثل جانباً مخيفاً في وقت انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في جو عاصف». وأضاف أن «الاجتثاث تم تنفيذه من نقطة الصفر كأن القوات دخلت العراق للتو. هناك أعضاء يعملون في مجالس المحافظات منذ سنوات شملهم الاجتثاث وآخرون أعدم آباءهم نظام صدام حسين بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة لكن الاجتثاث طاولهم لأنهم ينتمون الآن إلى العراقية».