تصاعدت موجة أعمال العنف والاغتيالات في كركوك، بعد أيام على اكتمال الانسحاب الأميركي من العراق، فيما كشفت مسؤول أمني أن مجموعتين مسلحتين تنسقان لتصعيد الهجمات في المحافظة خلال الأيام المقبلة. وقتل الأربعاء أحد القضاة بانفجار عبوة في سيارته، لدى مروره في حي الخضراء جنوبالمدينة، كما أصيب أحد أفراد حمايته، وأفادت مصادر أمنية بأن عبوة ناسفة أخرى انفجرت خلال نقل جثة القاضي إلى المستشفى ما تسبب بإصابة مدنيين. وأعلن مدير شرطة الأقضية والنواحي في كركوك سرحد قادر أن «التنظيمين الإرهابيين المعروفين باسم الجماعة النقشبندية وأنصار السنة وحدا نشاطهما المسلح، بغية تصعيد هجماتهما في مدينة كركوك، واعتقد أن تفجير اليوم (أمس) الذي استهدفت أحد القضاة يأتي في إطار هذه الهجمات». وهذا هو الهجوم الثاني من نوعه خلال أسبوع بعد نجاة القاضي الأول في محكمة كركوك من محاولة اغتيال الأحد الماضي بتفجير ثلاث عبوات ناسفة جنوب المحافظة أسفرت عن إصابة ثلاثة مدنيين. وبعد يومين شنت الأجهزة الأمنية حملة في منطقة شقق حي الحسين جنوبالمدينة أسفرت عن اعتقال 14 متورطاً في هجمات لم تقتصر على الأفراد، حيث أطلق مسلحون في 19 من الشهر الجاري وتحديداً من جنوب غربي المدينة أربعة صواريخ كاتوشيا باتجاه قاعدة الحرية التي تضم مقر القنصلية الأميركية ومقر قوات «الأسد» من دون معرفة حجم الخسائر، وتمكنت الشرطة من ضبط صاروخين آخرين كانا مهيأين للإطلاق. كما أصيب في وقت سابق مدير الاستخبارات في قضاء الحويجة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته. وتأتي هذه الهجمات، على رغم شن القوات العراقية حملة بدءاً من 12 الشهر الجاري في قضاء الحويجة، من دون مشاركة القوات الأميركية تحت شعار «الوفاء»، شارك فيها نحو 1500 رجل أمن وشملت دهم وتفتيش مئات المنازل لملاحقة المجموعات المسلحة، وأسفرت عن اعتقال 18 مطلوباً. هذه التطورات التي تشهدها المحافظة الغنية بالنفط جاءت في سياق المخاوف التي أجمعت عليها مختلف الأطراف السياسية من تصاعد الهجمات بعيد الانسحاب الأميركي.