اتهم «الاتحاد الوطني»، بزعامة الرئيس جلال طالباني، الحكومة بعدم الجدية في إنهاء الأزمات التي تعصف بالبلاد وأبدى قلقه من مسيرة المفاوضات بين إقليم كردستان والحكومة المركزية. وأخفق الإقليم وبغداد في أواخر الشهر الماضي، بعد جولة رابعة من المفاوضات الصعبة، في التوصل إلى اتفاق لإنهاء التوتر العسكري في المناطق المتنازع عليها، عبر تأسيس مراكز مشتركة لإدارة الملف الأمني فيها. وحذر الحزب في بيان، عقب اجتماع لمكتبه السياسي مساء السبت، من «خطورة استمرار الأوضاع المعقدة في العراق جراء غياب الرغبة الجادة لدى الحكومة في حلها»، داعياً إلى «الإسراع في تلبية مطالب المتظاهرين في عدد من المحافظات، في ظل القلق من خطورة اندساس الإرهابيين والبعثيين في هذه التظاهرات». وعن المفاوضات بين الإقليم وبغداد لإنهاء التوتر العسكري في المناطق المتنازع عليها، أعرب البيان عن قلق الحزب «من عدم حدوث تقدم في المفاوضات، وسيتم التشاور مع الحزب الديموقراطي حول الجدوى من هذه المفاوضات»، وزاد أن «القرارات الصادرة عن القيادة العامة للقوات المسلحة لنقل ومحاسبة القادة والضباط الأكراد في كركوك، يعكس عدم وجود رغبة جادة في حل الأزمات، وإصرار الحكومة على اتباع سياسة تعقيد وتأزيم الأوضاع». وعقد الاجتماع بحضور السيدة هيرو إبراهيم أحمد، عقيلة الرئيس طالباني، بعد يوم من عودتها من ألمانيا، حيث يعالج الرئيس من تأثير الجلطة الدماغية التي تعرض لها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وأكدت «تحسن حالته بشكل ملحوظ، وأنه يستجيب للعلاج بشكل جيد». وأعلن الناطق باسم الحزب آزاد جندياني أن «الحزب شكل لجنتين، الأولى برئاسة برهم صالح للإشراف على الملفات العالقة مع بغداد، والثانية برئاسة محافظ كركوك نجم الدين كريم، للإشراف على الملفات المتعلقة بمحافظة كركوك والمناطق الكردستانية خارج الإقليم (المتنازع عليها)»، مشيراً في الوقت نفسه إلى إرسال «وفدين إلى كل من إيران وتركيا، قريباً». وفي بيان إدانة للهجمات المتكررة التي شهدتها محافظة كركوك، ذكر آزاد أن «الأوضاع المتأزمة التي تشهدها هذه المناطق، خلقت للإرهابيين أرضية مناسبة للتحرك بحرية أكبر وشن هجمات نوعية»، وأضاف «نعتقد أن هذا التوتر ناتج من تشكيل قيادة عمليات دجلة، والحشود العسكرية العراقية».