رحّبت طهران امس، بإعلان واشنطن استعدادها لحوار مباشر حول الملف النووي الإيراني، لكنه حضّ الولاياتالمتحدة على إيداء «نية حقيقية» في التوصل إلى تسوية. وكان جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، أكد استعداد بلاده لحوار ثنائي مع طهران، مشدداً على انه «لن يكون سرياً». وأضاف على هامش مشاركته في مؤتمر للأمن في ميونيخ: «حين تكون القيادة الإيرانية جادة، (وتحديداً) المرشد (علي خامنئي)، أوضحنا أننا سنكون مستعدين لعقد اجتماع ثنائي. العرض قائم، ولكن يجب أن يكون حقيقياً وملموساً. لسنا مستعدين لفعل ذلك على سبيل التجربة». ووصف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي كلام بايدن بأنه «خطوة إلى أمام»، مشيراً إلى انه «يدرسه في شكل إيجابي». وأضاف: «لا خط أحمر لدينا للمفاوضات الثنائية، حين يتصل بالتفاوض حول مسألة محددة». واستدرك: «إذا كان الموضوع هو الملف النووي، نعم، نحن مستعدون للمفاوضات، ولكن علينا التأكد من أن لدى الجانب الآخر نية حقيقية وعادلة في التوصل إلى تسوية». صالحي الذي شارك أيضاً في مؤتمر ميونيخ، نبّه إلى أن «المفاوضات ستُعقد، فقط عندما سنكون واثقين كفاية من صدق الأميركيين الذين لم يُظهروا صدقاً في الماضي». ورأى «تناقضاً» في تصريحات أميركية عن استعداد الولاياتالمتحدة لمحادثات مباشرة، «ولكن من جهة أخرى ثمة خطاب تهديد بأن كل شيء (مطروح) على الطاولة. هذه (التصريحات) لا يتوافق بعضها مع بعض». وشدد على أن إيران «لاعب إقليمي مهم»، قائلاً: «نحن المفتاح الذهبي للمنطقة». وأشار صالحي إلى «نبأ سار»، لافتاً إلى أنه «سمع» في ميونيخ أن الجولة المقبلة من المحادثات بين بلاده والدول الست المعنية بملفها النووي ستُعقد في كازاخستان في 25 من الشهر الجاري. لكنه لم يؤكد موافقة بلاده على موعد المحادثات ومكانها، اللذين أكد ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الدول الست اقترحتهما على طهران، لكنه أعلن أن الاتحاد ينتظر تأكيداً إيرانياً لموعد المحادثات ومكانها. إيران - إسرائيل في غضون ذلك، أعلن داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، أن الدولة العبرية لن تعارض مفاوضات مباشرة بين الولاياتالمتحدةوإيران، معتبراً أنه «يمكن أن يفيد الجميع». أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فشدد على أن «وقف التسلح النووي الإيراني يشكّل أضخم مهمة بالنسبة إلى حكومة الوحدة الوطنية» في الدولة العبرية. وأضاف: «هذه المهمة تزداد تعقيداً، لأن ايران امتلكت أجهزة طرد مركزي جديدة تختصر المهلة الضرورية لتخصيب (اليورانيوم)، ويجب ألا نقبل ذلك». إلى ذلك، أوردت صحيفة «بيلد أم سونتاغ» الألمانية أن الحاكم السابق للمصرف المركزي الإيراني تهماسب مضاهري حاول إدخال شيك قيمته 70 مليون دولار إلى ألمانيا، اصدره مصرف فنزويلي، وربطت ذلك بمحاولة تبييض أموال. لكن مضاهري نفى توقيفه في ألمانيا، مؤكداً أنه في إيران.