هي الفرصة الأخيرة، ودوماً يقال إن الثالثة ثابتة، هكذا لسان حال مهاجم ساحل العاج المخضرم ديدييه دروغبا في البطولة ال29 لأمم أفريقيا لكرة القدم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا، إذ يطمح إلى حمل اللقب للمرة الأولى، لأنها ربما تكون النسخة الأخيرة له مع منتخب «الأفيال» بعدما شارف على بلوغ ال34 عاماً. وكان باستطاعة قائد الجيل الذهبي الحالي لمنتخب ساحل العاج الفوز بالكأس مرتين عندما بلغ نهائي 2006 أمام مصر و2012 أمام زامبيا، ولكنه خسر في المرتين بركلات الترجيح، علماً بأن دروغبا لعب دوراً بارزاً في ضياع اللقب في المرتين على رغم دوره الكبير مع كتيبة «الأفيال» العاجية في بلوغ النهائي. في عام 2006، أهدر دروغبا إحدى ضربات الترجيح لفريقه في المباراة النهائية أمام المنتخب المصري، ثم كررها في عام 2012 عندما أهدر ركلة جزاء احتسبت لفريقه في الدقيقة (70) من المباراة النهائية أمام زامبيا، لتذهب المباراة إلى وقت إضافي، ثم ركلات الترجيح التي حسمت اللقب لزامبيا، وأحرز منتخب ساحل العاج لقبه القاري في بطولة عام 1992. ودييه يفيس دروغبا من مواليد 11 آذار (مارس) 1978 في أبيدجان في ساحل العاج، وتوّجه أثناء طفولته إلى فرنسا، ومارس كرة القدم في بعض الفرق السنية (العمرية)، وكان ظهوره الأول عند سن ال18 في نادي لومان في الدوري الفرنسي للدرجة الثانية، وعند بلوغه ال21 من العمر، اكتشف دروغبا ميزاته الكروية عندما سجل 17 هدفاً في 43 ظهوراً في الدوري الفرنسي للدرجة الأولى لمصلحة نادي غينغان في موسم 2003. وخلال الموسم ذاته، ظهر دروغبا للمرة الأولى على النطاق الدولي مع منتخبه بلاده وسجل أول أهدافه، وفي 2003 انتقل إلى نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي في مقابل 3.3 مليون جنيه إسترليني، وأنهى الدوري ب19 هدفاً، وقاد فريقه إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2004. وانتقل دروغبا إلى تشلسي الإنكليزي في مقابل 24 مليون جنيه إسترليني، ما جعله أغلى لاعب في تاريخ منتخب ساحل العاج، وسجل دروغبا أهدافاً حاسمة في نهائيات كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة والدرع الخيرية للاتحاد الإنكليزي لمصلحة تشلسي وساعده في نيل لقب الدوري الإنكليزي الممتاز للمرة الأولى. وأدى ذلك لاعتباره من أكثر اللاعبين طلباً من الأندية المشهورة، وِمُنح دروغبا لقب قائد منتخب بلاده الذي قاده إلى بطولة كأس العالم 2006 وسجل أول أهداف المنتخب خلالها، كما فاز بلقب أفضل لاعب أفريقي للعام 2006، وأنهى موسم الدوري الإنكليزي برصيد 20 هدفاً. وسجل الفيل العاجي مع تشلسي 157 هدفاً في مختلف المناسبات وصار أسطورة النادي اللندني بعد الأهداف الحاسمة التي سجلها في الموسم التاريخي 2012، إذ كان المنقذ في المباريات الحاسمة بأهدافه الخاطفة. وكانت آخر أهدافه مع «البلوز» هي أغلاها، إذ سجل هدف التعادل ضد بايرن ميونيخ في نهائي دوري الأبطال الأوروبي برأسية قوية في الزاوية التسعين في الدقيقة (87) بعدما تقدم البايرن في الدقيقة (84) واعتقد الكل أن البطولة متجهة للبايرن، بعد ذلك وصلت المباراة لركلات الترجيح ووصلت الركلة الحاسمة لدروغبا وسجل معها أغلى وآخر ركلة جزاء له مع تشلسي ليتوج الفريق بطلاً لأوروبا للمرة في تاريخه، ثم رحل دروغبا للصين ليبدأ رحلة جديدة مع نادي شنغهاي شينهوا، قبل أن يعلن أول من أمس (الإثنين) انتقاله لفريق غلطة سراي التركي.