تقدم مدير مجمع مدارس حراضة مع زملائه المعلمين في محافظة تربة، بشكوى لأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أمس، إثر تعرضهم لاعتداء من نحو 25 طالباً قبل وصولهم إلى المدرسة صباح السبت الماضي، إذ ترصدت لهم مجموعة من الطلاب بمشاركة أولياء أمورهم وشرعوا في الاعتداء عليهم. وتوقفت الدراسة في مجمع مدارس حراضة التعليمي التابع لمركز إشراف محافظة تربة مطلع الأسبوع الحالي، جراء الاعتداء على معلمي المجمع، ما استدعى نقل مدير المدرسة إلى المستشفى وتنويمه فيه. وأوضح مدير مجمع مدارس حراضة التعليمي «المعتدى عليه» عادل الجعيد خلال حديثه إلى «الحياة» أنه رصد جوانب سلبية عدة وسلوكيات بين طلاب المدرسة لا ينبغي لمن لديه حس وشعور بالمسؤولية أن يمررها أو يتغاضى عنها، خصوصاً وأنها تتعلق بمصير أجيال ستتولى مهامها في خدمة الوطن. وقال الجعيد: من تلك السلوكيات دخول الطلاب إلى قاعات الاختبارات وهم يصطحبون المنهج الدراسي، وانكشف لدينا أنهم اعتادوا ذلك خلال الأعوام الماضية، وساندهم أولياء أمورهم على الغش لتخطي الامتحان، لافتاً إلى أن بعض أولياء الأمور هم من يحضرون الكتب من خارج أسوار المدرسة وقت الامتحانات. وبين أن من السلوكيات الخاطئة التي اعتاد عليها طلاب المجمع ممارسة عادة التدخين داخل المبنى المدرسي، إضافة إلى تحديد الساعة الثامنة صباحاً موعداً لنهاية الدوام ومغادرة الطلاب، إضافة إلى إعطاب إطارات مركبات المعلمين ذات الدفع الرباعي المتوقفة داخل فناء المدرسة ووضع الرمال داخل محركاتها أكثر من مرة والتي يستخدمها المعلمون للوصول إلى المدرسة، إذ كلفنا إصلاحها أكثر من 35 ألف ريال، وبخاصة أن جغرافية الموقع صعبة والطرق الموصلة إليها غير معبدة. وأضاف: امتد الوضع إلى إتلاف مركبات معلمين في مدارس أخرى تقع ضمن النطاق، وكل هذه التصرفات موثقة بشهادة الشهود، وقد اجتمعنا بأولياء أمور الطلاب في محاولة للمعالجة ولم نخرج بفائدة، فالتمرد كان هو العنوان من الطرفين. وأكد أنه وصل إلى بيئة غير تربوية إطلاقاً، ورأيت أن من الأمانة الملقاة على عاتقي تصحيح الخطأ ووضع الأمور في مسارها الصحيح الذي يحفظ حقوق ومستقبل الطلاب من الدمار التراكمي الذي لحق به طوال السنوات الماضية، إذ إن الإدارات السابقة للمدرسة انتهجت التسيب مقابل النجاة بأنفسهم. وأفاد مدير مجمع مدارس حراضة بأن هذه السنة الأولى التي يتولى فيها إدارة المدرسة التي تأسست منذ عام 1425ه، وانتقلت العام الحالي إلى مبنى حديث حكومي بلغت كلفة إنشائه 10 ملايين ريال، مضيفاً: «أتيت وأحمل في يدي رسالة المعلم الحقيقية، بيد أنني صفعت على وجهي». مشيراً إلى أن المدرسة رغم تكدس الإداريين فيها إلا أنها تفتقد مرشد الطلاب المتخصص والإداريين المتخصصين. وأوضح أن مخاطباتنا لمركز الإشراف التربوي في هذا الشأن لم تخلص إلى نتيجة، مؤكداً استقالته إن لم تحفظ هيبة المعلم، فأنا أحمل درجة البكالوريوس في تخصص اللغة الإنكليزية، والقطاع الخاص مشرعة أبوابه. وحول الشكوى التي تقدم بها مع زملائه إلى أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أمس، قال: تقدمت بشكاوى مسبقة إلى محافظ تربة وإلى الشرطة، وأوضحت لهم وصول رسائل تهديد بالقتل إلى هاتفي المحمول، وأفادنا نائب مدير الشرطة برتبة عقيد بأنه تلقى رسائل مماثلة، والوضع مطمئن وليس سوى تصرف طائش مصدره مراهقون وتهديد لن يصل إلى التنفيذ، ما دفعنا إلى تقديم شكوى إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة طالبنا فيها بالنقل من المدرسة الذي أرى أنه ليس له بديل، وأوضحنا في الشكوى أننا نفتقد الأمن في حال عودتنا إلى الدوام الذي توقفنا عنه منذ يوم السبت الماضي. من جهته، أوضح المشرف المنسق لمجمع مدارس حراضة التعليمي عبدالله البقمي أن عدد طلاب المدرسة يبلغ نحو 350 طالباً، وأن الاعتداء وقع على المدير والمعلمين قبل وصولهم إلى المدرسة صبيحة السبت الماضي. وقال البقمي: «زرنا المدرسة أمس (الإثنين)، واستغرق وصولنا إليها عبر طرق ترابية ساعة من الزمن، ولم نجد أحداً سوى الدوريات الأمنية التي توجد في الموقع، وتم إعداد محضر ورفعناه إلى المدير العام للتربية والتعليم في الطائف». وبين أن المدرسة لديها سوابق اعتداء تجاه المعلمين في الأعوام الماضية، وتم القبض على عدد من الطلاب آنذاك وتبرئتهم وتسريحهم.