كشفت «الحياة» بعد جولة ميدانية على 22 مدرسة من مدارس التعليم العام الحكومي في الرياض عن غياب شبه جماعي بين صفوف الطلاب والطالبات، على رغم تشديد وزارة التربية والتعليم على ملاحقة المتغيبين في اليومين الأخيرين بالعقاب. وفي حين بلغت نسبة الحضور في غالبية المدارس التي زارتها «الحياة» «صفر في المئة»، لم تتجاوز نسبة الحضور في أفضل الأحوال 15 في المئة. وشملت الجولة مدارس بنين وبنات في جميع المراحل التعليمية، وفي أحياء متفرقة من العاصمة السعودية. فيما سجلت ثانويات البنين النسبة الأكبر في الغياب، زادت نسبة الحضور في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة - بنين بنسبة تلامس ال10 في المائة في بعض المدارس. وشددت وزارة التربية والتعليم مطلع الأسبوع الجاري على أهمية انضباط الطلاب وحضورهم في أيام الدوام الرسمي التي تعقب إجازة اليوم الوطني الثلثاء الماضي، مشيرة إلى أن المدارس مطالبة بتطبيق ما ورد في لائحة الغياب على الطلاب والطالبات الذين يتغيبون في يومي الأربعاء والخميس، قبل إجازة عيد الأضحى. وأكد مصدر مطلع في وزارة التربية والتعليم ل«الحياة» أهمية الالتزام بمواعيد الإجازة الحالية المحددة سلفاً، وفقاً للتقويم الدراسي ولنظام وزارة الخدمة المدنية. وتنص لائحة الإجازات في وزارة الخدمة المدنية أن إجازة اليوم الوطني لهذا العام ستكون يوم الثلثاء الماضي الموافق 28 من شهر ذي القعدة ال23 من أيلول (سبتمبر) الجاري، وهو موعد يسبق بداية إجازة عيد الأضحى بيومين. ما يعني أن الاستناد إلى نص المادة الرابعة من لائحة الإجازات التي تمنح الموظفين والطلاب إجازة إذا وافق اليوم الوطني موعداً يسبق بداية إجازة الأعياد يوم واحد، لا تنطبق عليها. وقررت وزارة الخدمة المدنية أن تبدأ إجازة عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة الموافق للثاني من ذي الحجة 1435ه، ال25 من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري، فيما تنتهي في ال17 من ذي الحجة، على أن يكون بداية استئناف الدوام الرسمي في ال18 من الشهر نفسه، طبقاً للائحة الإجازات في وزارة الخدمة المدنية. وطالب وزير التربية والتعليم باتخاذ الإجراءات التربوية التي تكفل معالجة غياب الطلبة في الأيام بشكل عام، وازدياده في الأيام التي تسبق أو تعقب الإجازات، مشدداً على ضرورة تفعيل لائحة السلوك. وكانت جولة وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل أول من أمس على عدد من مدارس منطقة حائل، كشفت تبايناً في الحضور الطلابي ما بين مدارس موضوعة على جدول جولته، وأخرى نفذها بطريقة مفاجئة على إحدى المدارس التي رصد فيها غياباً طلابياً لافتاً. وأكد أهمية التركيز على المواظبة والتواصل مع أولياء أمور الطلبة رسمياً للحد من الغياب، وربط الغياب بدرجات المشاركة للطلاب بحيث يؤثر في نتيجة الطلاب غير المنضبطين في المواد الدراسية، ويؤدي إلى حرمانهم من الاختبارات. وأشار إلى تضمين انضباطية الطلاب في تقويم الأداء للمعلمين ومديري المدارس، مطالباً بتفعيل استخدام التقنية في المدارس، وتفعيلها من خلال توفيرها في الفصل الدراسي أو المكتبات التي تحويها كل مدرسة، مضيفاً: «الطالب والمعلم هما أساس نجاح العملية التربوية في كل المجتمعات المتقدمة». ووجّه وزير التربية نوابه بالحرص على تفعيل التقنية داخل المدارس سواء المدارس الحالية أم الجديدة لمواكبة العصر الحالي، مبدياً سعادته لمستوى الحضور في بعض المدارس، ومثمناً جهود منسوبيها في هذا الجانب، وهو مؤشر للانتماء الوطني المتمثل بالانضباط المدرسي.