تواصلت المعارك العنيفة بين القوات النظامية والمعارضين المسلحين الإثنين في أنحاء مختلفة في سورية، فيما تبنت «جبهة النصرة الإسلامية» المتطرفة التفجير الانتحاري الذي حدث في بلدة السلمية في محافظة حماة (وسط سورية) الأسبوع الجاري وأدى إلى مقتل 42 شخصاً، بعدما كانت المعارضة السورية اتهمت النظام السوري بالمسؤولية عن التفجير. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان «أن معارك عنيفة دارت بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حي القدم (جنوبدمشق)، رافقها انفجارات». وأضاف أن معارك اندلعت قرب مبنى الدفاع الجوي في المليحة بجنوب غربي دمشق. وفي القطاع نفسه، تتعرض مدينة داريا، التي يسعى النظام إلى استعادتها، وكذلك مدينة المعضمية، للقصف بالقذائف. ولم يتوقف القصف ليلاً على منطقة الغوطة الشرقية-شرق دمشق، حيث قتل مسلحان معارضان وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي الحسكة شرق سورية، قتل عشرة مقاتلين معارضين في معارك دارت ليل أول من أمس مع القوات النظامية وفق المرصد. وفي حمص (وسط)، تعرض حي الخالدية الذي يسيطر عليه المعارضون للقصف. ويحاصر الجيش منذ أكثر من ستة اشهر عدة أحياء فيها بينها الحي القديم. من جهة اخرى، تبنت «جبهة النصرة الإسلامية» المتطرفة التفجير الانتحاري الذي حدث في بلدة السلمية في محافظة حماة (وسط سورية) في 21 الشهر الجاري وأدى إلى مقتل 42 شخصاً، بعدما كانت المعارضة السورية اتهمت النظام السوري بالمسؤولية عن التفجير. وجاء في البيان الذي نشرته الجبهة مساء أول من أمس في حسابها الخاص على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أنه «مساء الإثنين 21/1/2013، فجّر الاستشهادي أبو عبد الجبار النجدي (...) شاحنة محملة بثلاثة أطنان ونصف من المواد المتفجرة في منطقة السلمية، وفي أشد المناطق تحصيناً». وعرضت الجبهة على الأنترنت صورة لمن قالت إنه منفذ العملية، وقد لثم وجهه بكوفية فلسطينية وحمل رشاشاً أوتوماتيكياً، وإلى جانبه علم الجبهة. كذلك، عرضت صورة لما قالت إنه «رصد تجمعات جنود النظام المجرم تمهيداً لنسفهم بعملية استشهادية»، وبدا فيها جنود بملابس عسكرية وعناصر آخرون بملابس مدنية. وأضاف البيان أن الانتحاري «تقدم إلى منطقة تجمع أمني عسكري تضم معمل السجاد»، موضحاً أن هذا المعمل «مكان مهجور يقطنه الآن العشرات من الشبيحة» (أفراد الميليشيات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد»، وفي جواره «بيت مدير المنطقة، بالإضافة إلى شعبة الحزب»، في إشارة إلى حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم. وأشارت إلى أن العملية أتت انتقاماً «من هؤلاء الكفرة الذين نكلوا بأهلنا في حمص (وسط) وارتكبوا أفظع المجازر بحق المسلمين هناك»، متوعدة «قوات الطاغية وأعوانه من الظلمة بمزيد من العمليات الجريئة لنذيقهم شيئاً مما أذاقوه لأهلنا المسلمين». وكانت دمشق اتهمت الثلثاء تنظيم «القاعدة» و «الجبهة» بتنفيذ التفجير، وذلك في رسالتين متطابقتين وجهتهما إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بمقتل 42 شخصاً جراء تفجير سيارة مفخخة أمام معمل السجاد القديم «الذي يستخدم كمقر للجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام»، مشيراً إلى أن من القتلى عناصر من اللجان ومدنيين بينهم نساء وأطفال. وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة معاذ الخطيب، أصدر بياناً في اليوم التالي للتفجير (22 كانون الثاني) اتهم فيه النظام السوري بالمسؤولية عن هذا التفجير، معتبراً أنه «لعبة قذرة يتقنها النظام الذي تبدو بصماته بادية عليه من أجل إثارة الفتن بين أبناء الوطن الواحد». كما اتهمت جماعة «الإخوان المسلمين» في سورية في بيان الأربعاء الماضي من سمتهم ب «عصابات بشار الأسد» بالمسؤولية عن تفجير السلمية، معتبرة أنه «محاولة لجر البلاد إلى مستنقع الطائفية». ولم تكن «جبهة النصرة» معروفة قبل بدء النزاع السوري المستمر منذ 22 شهراً، لكنها اكتسبت دوراً متعاظماً على الأرض وتبنت عدداً من العمليات التي استهدفت في غالبيتها مراكز عسكرية وأمنية. وأدرجت الولاياتالمتحدة «الجبهة» على لائحة المنظمات الإرهابية، مشيرة إلى ارتباطها بتنظيم «القاعدة» في العراق. على صعيد آخر، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومصادر أمنية الإثنين، أن إسرائيل قلقة على نحو متزايد من إمكان وقوع الأسلحة الكيماوية في سورية في أيدي متشددين إسلاميين، وأنها تتخذ خطوات ديبلوماسية وأمنية لمنع حدوث ذلك. وقال مصدر أمني إنه تم نشر بطاريتين من نظام القبة الحديد لاعتراض الصواريخ في شمال إسرائيل بهدف التمكن في حال الضرورة بشن عمل عسكري بشكل سريع ضد سورية أو لبنان. وأشار المصدر إلى أن إسرائيل تعتقد بأن «حزب الله» اللبناني لديه قوى كبيرة في سورية تقوم حالياً بدعم الرئيس بشار الأسد ضد المعارضين المسلحين وقد تستولي على أسلحة كيماوية في حال سقوط النظام. وقال: «قرار مهاجمة سورية أو لبنان يحتاج إلى تنفيذه على الفور» في حال اتخاذه، مشيراً إلى أنه «لن يكون هناك وقت لبدء الانتشار» هناك. ومن جهة أخرى، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن بطارية واحدة فقط نقلت إلى الشمال، مؤكداً أنها «جزء من برنامج نشر العمليات الذي يتضمن تغيير المواقع في إسرائيل من وقت لآخر، وهنالك بطارية قبة حديد حالياً في الشمال». وأشارت صحيفة «معاريف» إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو «أرسل بشكل عاجل» مستشاره للأمن القومي إلى موسكو حيث سيجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. ومن المتوقع أن يطلب المستشار من الروس استخدام نفوذهم لمنع وقوع الأسلحة خارج نطاق سيطرة الأسد. ووفق الصحيفة، فإن نتانياهو اجتمع الأحد مع السفير الأميركي في إسرائيل دان شابيرو، الذي قال الإثنين إن البلدين ينسقان بشكل وثيق بشأن التطورات في سورية. وقال شابيرو للإذاعة العامة الإسرائيلية «هنالك نقاش حقيقي بين أجهزة الاستخبارات لدينا»، موضحاً أن هناك «خيارين خطيرين: فإما يقوم النظام باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، او ستنتقل الأسلحة الكيماوية إلى حزب الله أو منظمات متطرفة أخرى». وأضاف: «نريد منع كلا الاحتمالين من التحقق».