سيطرت حالة من الحزن الشديد، على الوسط الفني والجماهير المصرية بعد وفاة الفنان خالد صالح أمس عن عمر ناهز 50 سنة، بعد تدهور حالته الصحية عقب خضوعه لجراحة قلب مفتوح في مركز مجدي يعقوب في أسوان. ودهمت الآلام خالد صالح خلال شهر رمضان الماضي حين كان يصور مسلسل «حلاوة الروح» مع المخرج التونسي شوقي الماجري، ولكنه قرر تأجيل العملية، ليخضع لها قبل أيام، بعدما سافر إلى أسوان قبلها لإجراء الفحوص الطبية الأخيرة. وكان ينتظر الراحل عرض آخر أعماله، وهو فيلم «الجزيرة 2» الذي يشارك في بطولته أحمد السقا وخالد الصاوي وهند صبري، وتقرر أن يعرض في موسم عيد الأضحى، غير أن غياب صالح سيؤجل الافتتاح حداداً على الفقيد. وعبّرت الفنانة إيمان العاصي عن حزنها الشديد على خالد صالح الذي كان إنساناً متميزاً قبل أن يكون فناناً، خصوصاً أن علاقته بالزملاء كانت جيدة جداً لأنه متسامح إلى أبعد الحدود وقلبه أبيض ولذلك انتاب الوسط الفني صدمة كبيرة بعد رحيله، وفق تصريحاتها. وكتبت الفنانة نشوى مصطفى للراحل خالد صالح عبر صفحتها على «فايسبوك»: «أول ذي الحجة، بحق بركة هذه الأيام ربنا يرحمك يا خالد ويبدل سيئاتك حسنات ويجمعك مع سيدنا النبي شفيعنا إلى لقاء». الفنان محمود الجندي أكد أنه عند سماع خبر وفاة خالد صالح شعر بحالة من الضيق الشديد لأنه أحبه كثيراً وكان يعتبره إضافة حقيقية للفن المصري. وقال: «لقد عانى كثيراً للوصول إلى مرحلة النجومية، وشعر كذلك بأهمية منح الشباب فرصاً حقيقية حتى لا يعانوا مثلما عانى هو قبل أن يقدم نفسه للناس بقوة اعتماداً على موهبته الكبيرة». كما نعت الفنانة وفاء عامر الراحل عبر «فايسبوك»، فكتبت: «خالد صالح سنشتاق إليك كثيراً، رحمة الله عليك». كما نشرت الممثلة ياسمين عبدالعزيز صورة لها مع الراحل من فيلم «ثمن دسته أشرار»، وعلقت: «فقدت ممثلاً عبقرياً وإنساناً محترماً الله يرحمه». وقال محبو صالح إن الفن المصري فقد «تاجر السعادة» (عنوان احد مسلسلاته) الذي أمتع الجميع بأدواره المتنوعة في السينما والتلفزيون، وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي كلمات مؤثرة تؤكد أن فن خالد صالح لا يموت، وأشادت بكفاحه. وبدأ صالح التمثيل في مسرح الجامعة، ومن ثم في مسارح دار الأوبرا المصرية فترة طويلة، وكان هذا عندما كان يمارس أعماله التجارية الخاصة، إلا أن التمثيل لم يفتح له أبواب الشهرة إلا مع بداية الألفية الجديدة وهو في السادسة والثلاثين من العمر. اكتشفت نجومية خالد صالح من خلال دور صغير في فيلم «محامي خلع» عام 2002 بجملة واحدة قالها وبرع فيها عندما جسد شخصية المستشار الذي يحكم في قضية خلع بطلة العمل الفنانة داليا البحيري من زوجها في العمل، فقد قال «ما تقوليله يا رشا». ثم ظهر في دور صغير آخر في فيلم «ميدو مشاكل» مع أحمد حلمي عام 2003، وبعدها حصل على دورين أكبر بقليل في فيلم «أحلى الأوقات» عام 2004 مع حنان ترك وهند صبري، وفيلم «تيتو» في العام ذاته مع الفنان أحمد السقا ليقدم دورين مميزين في هذين العملين، وبدأ الجمهور يتعرف على موهبته ويشعر بأنه ممثل غير عادي. وحقق خالد ما توقعه جمهوره وقدم عدداً من الأدوار المهمة في أعمال كثيرة، منها مسلسل «أحلام عادية» مع يسرا، وأفلام «هي فوضى» الذي جسد فيه أحد أشهر أدواره وهو حاتم أمين الشرطة الفاسد، و«فتح عينيك» مع مصطفى شعبان، و«ملاكي إسكندرية» مع أحمد عز وغادة عادل، و«حرب أطاليا» مع أحمد السقا، و»عن العشق والهوى» مع أحمد السقا ومنى زكي، و«ثمن دستة أشرار» مع ياسمين عبدالعزيز و«أحلام حقيقية» مع حنان ترك، و«عمارة يعقوبيان» مع عادل إمام. وبعدها بدأت تتوالى عليه البطولات المطلقة والأعمال التي تحمل اسم شخصيته في العمل وتوزع باسمه هو كنجم شباك، فقدم «سلطان الغرام»، و«الريس عمر حرب»، و«تاجر السعادة»، و«الريان»، محققاً نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وانتقل بعدها الى تقديم أعمال أكثر أهمية ونضجاً مثل فيلمي «كف القمر» و«فبراير الأسود».