مع استمرار المنافسة الحامية التي تتكرر في كل موسم بين، نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو، و نجم برشلونة، الأرجنتيني ليونيل ميسي، يشهد الموسم الحالي تغييراً نوعياً في الدور الذي يقوم به كل منهما في صفوف فريقه عما كانا يقومان به في المواسم السابقة. وأوضحت صحيفة «ماركا» الإسبانية في تقرير لها اليوم (الخميس) أن ميسي في التشكيلة الخاصة بالمدير الفني الجديد لبرشلونة، لويس إنريكي لم يعد يقوم بدور المهاجم المتقدم بل بات يقوم بدور اللاعب المتأخر خلف رأسي الحربة اللذين أصبحا يقوما بتسجيل الأهداف التي كانت من قبل من نصيب «البرغوث». أما رونالدو فشهد هو أيضاً تغييراً في دوره، فلم يعد «صاروخ ماديرا» يتولى مهمة المتابعة من الجناح لتسجيل الأهداف ولكنه أصبح يقوم بدور رأس الحربة صاحب القميص رقم تسعة أو المهاجم الصريح. وبعد خمسة أعوام من المتابعة المثيرة لهذه المنافسة بين اللاعبين يبدو أنهما صاحبا دور البطولة ولكن من خلال أدوار جديدة في المستطيل الأخضر. وبدأ كريستيانو في الشعور بالألفة داخل الصندوق، فبعد أن كان يرفض اللعب كرأس حربة، الآن يعد المصدر الرئيس للخطر من خلال تواجده داخل المنطقة وأصبح ارتقائه القوي لأجل اقتناص الكرات العرضية بضربات الرأس أمر مثير كما ظهر في هدفه الأخير في مرمى إليتشي الذي سجله من عرضية مارسيلو. وأشارت «ماركا» إلى أن أنشيلوتي يعرف كيف يستفيد لأقصى درجة من رونالدو من خلال وجود العديد من لاعبي خط الوسط الذين يمكنهم تمويله بالكرات، إذ سجل رونالدو منذ بداية الموسم 12 هدفاً في كل البطولات بعد شفائه من كل آثار الإصابة وآلام الركبة التي أثرت على مستواه في أواخر الموسم الماضي، وأيضاً خلال نهائيات كأس العالم. ويبدو أن رونالدو هذا الموسم لا يمكن لأحد إيقافه سواء لسرعته في الهجمات المرتدة أو ضربات الرأس. من جهة أخرى يبدو أن ميسي يقوم في الموسم الحالي بدور يشبه إلى حد كبير دور تشافي مع إضافة مهاراته الخاصة المميزة. وإذا كان المدرب السابق لبرشلونة رادومير انتيتش وضع تشافي مسافة عشرة أمتار بعد منتصف الملعب فإن لويس إنريكي أعاد ميسي عشرة أمتار إلى الخلف، إذ يحتل الآن نفس المساحة التي كان يحتلها تشافي. ويقدم ميسي هذا الموسم هداياه الواحدة تلو الأخرى للمهاجمين، وهو يحتاج أيضاً لهؤلاء المهاجمين في المقدمة حتى يتمكن من شق طريقه من الخلف نحو المرمى لأجل التسجيل، وفى الوقت نفسه فإن المهاجمين يحتاجون لعبقريته لأجل أن يتمكنوا من ترجمة سيطرة البرشا على مجريات اللعب وتحويلها إلى أهداف في مرمى الخصوم. ويبدو أن البدايات تؤكد أن الصراع سيستمر بين الدون رونالدو والبرغوث ميسي وأن لقب هداف الليغا وأحسن لاعب في العالم سيظل محجوزاً لأحدهما في نهاية المطاف.