أدى مقتل الرجل الثاني في زعامة فرع «تنظيم القاعدة» في اليمن المطلوب رقم 36 في قائمة ال85 السعودي سعيد الشهري إلى مزيد من الغموض في شأن احتمالات عودة زوجته الهاربة إلى اليمن وفاء الشهري، وأبنائها من ثلاثة أزواج مختلفين إلى السعودية، خصوصاً أن أحد أبنائها (14 عاماً) التحق بمعسكرات «القاعدة» هناك. واكتفت والدة وفاء الشهري بالقول ل«الحياة»: «ابنتي اختارت طريقها، وأنا راضية عنها». وأوضح مصدر في اتصال هاتفي أجرته معه «الحياة» أن نجل وفاء الشهري البكر انخرط في معسكرات التدريب، وصار يجالس عناصر «التنظيم»، ويسمع منهم الخطط والتدريبات البدائية والتكتيكية، ويشاركهم العمل اليومي في المعسكرات. وقال المصدر الذي كان يعمل تحت قيادة زعيم فرع «تنظيم القاعدة» في اليمن (سلّم نفسه أخيراً لسلطات بلده): «شاهدت نجل وفاء الشهري من طليقها السابق، وهو يتدرب على الأعمال البدائية معنا في أحد المعسكرات التي يقيمها التنظيم في قرى يمنية بعيداً عن أماكن السكن، ويخالط عناصر التنظيم من جنسيات مختلفة، بمن فيهم السعوديون، على رغم صغر سنه». وأشار المصدر (تحتفظ «الحياة» باسمه) إلى أن القتيل الشهري وزوجته وفاء وأبناءها نادراً ما يلتقون، خصوصاً أن الشهري كان منشغلاً باللقاءات مع قيادات التنظيم، والعمل على إعداد مخططات لأعمال إرهابية في السعودية واليمن، والتواصل مع قيادات التنظيم في الخارج عبر وسيط يكنى أبو عبدالرحمن المصري. وأضاف: «سعيد يتنقل وحده كثيراً، وقليلاً ما ترافقه زوجته وفاء، وهي تسكن غالباً في أبين، وانتقلت إلى مأرب بعد قصف المعسكر، وهي تتخفى أحياناً بين العائلات اليمنية في القرى». ولفت المصدر إلى أنه شاهد سعيد مع زوجته مرة واحدة، عندما وصلت إلى اليمن بواسطة أبو ثابت القصيمي (قبض عليه في السعودية) ومعها أبناؤها وأحدهم رضيع. وقال: «شاهدتها وهي تدخل المنزل، لتستقر في طابق علوي في قرية بني وائل». وذكر أنها المرة الأولى والأخيرة التي شاهد فيها الشهري ومعه زوجته، إذ كان ينتظرها في أحد المنازل في وادي عبيدة، ومعه شقيقها يوسف، وكذلك ابن شقيقها مصطفى ويدعى عبدالإله (الأول قتل في السعودية، والآخر في اليمن)». وقال المصدر إن وفاء الشهري تبدو قريبة من ابن شقيقها فيصل، وهو المطلوب رقم 31 في قائمة ال47 عبدالمجيد الشهري، الذي انضم إلى «القاعدة» في اليمن بعد هروب عمته وفاء وأبنائها، ويعد وسيلة الاتصال بين وفاء ووالدتها التي تقيم في الرياض. وأكدت والدة وفاء الشهري في اتصال هاتفي أجرته معها «الحياة» أنها ليست لديها معلومات عن مقتل زوج ابنتها وفاء، وأن وسيلة الاتصال مع أسرة الشهري مقطوعة منذ هروب وفاء إلى اليمن، مشيرة إلى أن حفيدها عبدالمجيد أخبرها أنها بخير وعافية. وقالت والدة وفاء - رداً على سؤال من «الحياة» - حول احتمالات عودتها من اليمن: «ابنتي اختارت طريقها مع أبنائها، وأنا راضية عنها. إذا أرادت أن تعود، فهذا اختيارها».