رفضت السلطات العراقية نقل جثمان المعتقل السعودي ناصر مبارك الدوسري، الذي توفى أخيراً في سجن الناصرية جنوببغداد. متذرعة ب «عدم وجود أوراق إثبات للمتوفى»، ما حال دون وصول الجثمان، الذي كان مقرراً أن يصل مساء أمس الأربعاء إلى الدمام، حيث تقيم أسرته. وأبلغت مصادر «الحياة»، أن السفارة السعودية في الأردن قامت بالتنسيق مع السلطات العراقية لنقل الجثمان، من خلال إنهاء الإجراءات الرسمية للمتوفى، وتم تحديد موعد لذلك، إلا أن السلطات العراقية رفضت إتمام عملية نقل الجثمان في اللحظة الأخيرة، بسبب «عدم وجود أوراق تثبت هوية المتوفى، الذي دخل العراق من دون أن يحمل معه أية أوراق تثبت هويته»، وهي إحدى التهم التي وجهت له أثناء اعتقاله قبل ثمانية أعوام. وأشارت المصادر إلى أن السلطات العراقية أبلغت السفارة السعودية في الأردن بعدم إمكان نقل الجثمان، واعتباره «مجهول الهوية»، وضرورة استكمال جميع الأوراق. وقامت السفارة على الفور بالتواصل مع ذوي المتوفى لاستكمال هذه الأوراق بشكل عاجل، إلا أن المصادر رجحت تأخر وصول الجثمان إلى مطلع الأسبوع المقبل. وعزت السبب إلى «احتمال تأخر وصول الأوراق إلى السفارة، إضافة إلى تزامن العطلة الأسبوعية في العراق. وهو ما قد يؤخر وصوله إلى الأسبوع المقبل». إلا أنها أشارت إلى «جهود كبيرة» تبذل بين عائلة المتوفى والسفارة السعودية في الأردن، لإنهاء الإجراءات ونقل الجثمان خلال 24 ساعة. وأكد شقيق المتوفى شجاع الدوسري، عبر حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه تم «إلغاء الرحلة المقررة اليوم (أمس) لنقل جثمان أخي إلى الدمام، بسبب عدم وجود أوراق إثبات له»، بحسب ما أبلغته السفارة السعودية في الأردن. وذكر أنه يتم حالياً «العمل على استخراج هذه الأوراق بأسرع وقت»، مشيراً إلى أن السفارة أبلغته الثلثاء الماضي، أنه سيتم وصول الجثمان إلى الأردن في المساء. ومن ثم سيصل إلى مطار الملك فهد الدولي في الدمام مساء الأربعاء. وكشف عن أنه سيتم دفن أخيه في محافظة النعيرية. يُذكر أن المعتقل ناصر الدوسري أوقف في العراق قبل ثمانية أعوام، وتم توجيه تهمة «الإرهاب» له. وحكم عليه حينها ب «الإعدام»، قبل أن يتم إعادة محاكمته مرة أخرى بتهمة «تجاوز الحدود»، وحكم عليه إثرها بالسجن 16 عاماً. وتنقّل الدوسري خلال الأعوام الثمانية الماضية بين خمسة سجون عراقية، كان آخرها الناصرية، الذي توفى فيه بحسب ما أعلنت عنه وزارة العدل العراقية. التي أرجعت سبب وفاته إلى «إصابته بالفشل الكلوي».